هو أحمد ولد هارون شيدور؟! محمد الأمين سيدي مولود
سؤال بسيط، ملغوم أيضا، تماما مثل لماذا ظل المستشار صامتا إلى الآن؟ بما أن من يطرحون هذه الأسئلة التي تشغل الرأي العام عن المعلومات الخطيرة والفضائح الكبيرة التي فجرها المستشار الشجاع ذهبوا إلى الشخص بدل الذهاب إلى المعلومة والرأي، فيمكن أن نناقش مواقفهم هم أيضا، وهم ثلاثة أقسام:
_ قسم كان معارضا لنظام عزيز (النسخة الشرسة من النظام الحالي) وأصبح مؤيدا للنظام الحالي (النسخة المتحورة من نظام عزيز) فهو قسم يزعجه من ينتقد سلطة يؤيدها الآن أكثر من انزعاجه من صمت ولد هارون طيلة العشرية.
_ قسم كان موال لعزيز ومازال موال الآن، فهو يطالب من ولد هارون ما لم يقم به هو نفسه حيث صمت أو أيد طيلة العشرية ويمدد تأييده الآن لتصبح اثني عشرية.
_ قسم كان معارضا لعزيز ومازال معارضا وهذا نزر قليل وإن انتقد ولد هارون في صمته او تحفظه خلال الوظيفة، فإنه يخطيء في تأديب الرجل بسبب نشر معلومات خطيرة يملك وثائق رسمية عليها.
_ ربما هناك قسم رابع له علاقات قرابة أو مصالح مع بعض المتورطين ويسعى لتتفيه كلام الرجل قبل نشر المعلومات التي ستنشر ذات يوم وسيحاسب المتورطون فيها ولو تدريجيا.
إن الإنشغال بالضغط على السلطات من أجل فتح تحقيق جدي وصارم في هذا الملف وفي غيره من ملفات فساد النظام الحالي أولى وأهم من الإنشغال بأين كان الأستاذ أحمد؟ ولماذا سكت؟ ولماذا تكلم؟ مما لا يفيد الوطن ولا المواطن.
أقل ما يمكن أن يقال عن ولد الشيخ سيديا أنه موظف نزيه شجاع، فنزاهته تحول دون ردعه بملفات تحرك ضده، وشجاعته جعلته يتكلم بهذه الصراحة والجسارة.
هنالك الكثير من الأطر والموظفين من جيل ولد هارون والأجيال التي جاءت بعده تحمل نفس الغضب ونفس التمرد على هذا الواقع السيء، ولإن كانت الظروف المهنية تحول دون كلامهم فإن كثيرا منهم يمد الإعلام والمدونين بالملفات التي تفضح عصابات الفساد كل يوم، وإن استمر الفساد وسطوته فإن كل الموظفين النظيفين قد يسلكون مسلك ولد هارون.
إن الحل في الإصلاح وتدارك ما يمكن تداركه بدل توقيف ولد هارون او الانشغال بشخصه ومساره المهني وتحديد له متى ينبغي أن يتكلم وكيف يتكلم.
لقد تكلم ولد هارون وكان كما قال المتنبي:
وتركك في الدنيا دويا كأنما
تداول سمعَ المرء أنملُ العشرُ
فسلام عليه يوم كان موظفا نزيها، وحين أصبح متمردا شجاعا فصيح اللسان قوي البيان واضح الحجة، ويم يتم توقيفه أو مضايقته من أجل الوطن.
*محمد لمين سيدي مولود*