هل أصبح UPR عبئاً على النظام؟
لم يعد حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، قادرا على لعب دوره كجناح سياسي للنظام، وبات حضوره باهتا في أهم المناسبات رغم الجو السياسي الهادئ الذي جسده الرئيس غزواني منذ وصوله إلى السلطة..
قبل أيام، ظهر عجز الحزب في استمالة منتسبيه في ولاية اترارزة، فكان حضور وفده الرسمي كأن لم يكن، قي وقت استطاع أطر الحزب ونشطائه في الولاية حشد الجماهير بشكل فردي أو قبلي، مايعكس اتساع الهوة وحجم الخلافات بين الحزب وقواعده الشعبية، بالرغم من أن احتفالات ساكنة روصو بوضع حجر الأساس للجسر الذي يربطها بالجارة الجنوبية السنغال كانت على مستوى الحدث وقيمته الاقتصادية والاجتماعية.
إن كان أغلب المراقبين يرى في حزب UPR اليوم، أكبر عائق في وجه الحوار السياسي المرتقب، فإن الحزب نفسه يسيّر بطريقة أقرب ماتكون إلى إحراج النظام وإظهاره كعاجز عن تلبية حاجيات المواطنين وتطلعاتهم؛ حيث يتحرك الحزب أساسا في الوقت الخطأ وفي ظروف حالكة، إن صحّ التعبير.
وفي الوقت الذي يشكوا فيه المواطنين من الارتفاع المذهل في الأسعار ووسط التخوف من متحور كوفيد الجديد، وبعد فشله السريع في التحضير لزيارة الرئيس وضيفه السينغالي، خرج الحزب بقرار تنظيم ملتقى لتعزيز القدرات وتفعيل الهيئات القاعدية الحزبية، كما يقول، وهي حركة سياسية غير مفهومة وغير مبررة. فأي تفعيل لهيئات الحزب في غير المواسم السياسية، وما قيمة تعزيز قدرات سياسيين غير منسجمين أصلا؟
وخلاصة القول، فإن حزب UPR لم ينجح في احتضان داعمي الرئيس على النحو الأمثل وقيادته عمقت حجم الهوة بين مؤسسي الحزب والوافدين الجدد، لدرجة أن إعادة هيكلة الحزب باتت مسألة وقت فقط، هذا طبعا، إن كان الرئيس غزواني يريد من الحزب بقيّة.
"لبجاوي"