هل فعلتها فرنسا لتأزيم الوضع بين انواكشوط وباماكو

كانت بصمات الاستخبارات الفرنسية واضحة وضوح الشمس فى العملية التى راح ضحيتها 7موريتانيين عزل كانوا فى طريقهم إلى مدينة النوارة المالية يوم 17 يناير الجاري.
للجيش المالي له سابقة فى قتل المدنيين العزل سواء ماليين أو موريتانيين وهو مايسهل على البعض الصاق التهمة به .
لكن أول سؤال يطرح بعد وقوع اي جريمة ، من المستفيد؟
كل الدلائل تؤكد أن الفرنسيين ومن ورائهم صقور "سيدياو" هم اول المستفيدين حيث ستؤدي هذه العملية الجبانة إلى اتخاذ السلطات الموريتانية والشعب الموريتاني لموقف معاد لحكومة باماكو وسيتراجعون عن التزامهم بالسماح لها باستخدام ميناء انواكشوط ، وربما يعلقون الرحلات الجوية من مطار انواكشوط باتجاه باماكو.
حسب وجهة نظري ،لم توفق باريس وحلفاءها فى حبك واخراج مسرحية الجريمة ،فقد انكشف الستارعنها سريعا.
كانت الاستخبارات الفرنسية غبية فى تنفيذ هذه العملية وستكشف تفاصيلها قريبا ، وإن اراد البعض تلبيسها لعناصر الجيش المالي ، لكني مع عدم تبرئتي له لماله من سابق فعل شنيع فى ارتكاب جرائم ضد مواطنيه ومواطنينا وماعملية الدعاة عنا ببعيد فإني ارى أنه مظلوم فى هذه العملية.
فقد قامت الاستخبارات الفرنسية بالعملية الجبانة وأقدمت على قتل 7 مواطنين موريتانيين داخل الأراضي المالية، من أجل إشعال توتر حدودي و احتقان شعبي بين مالي و موريتانيا، مما سيدفع الحكومة الموريتانية لامحالة للمشاركة في الحصار الذي ضربته مجموعة دول سيدياوو على مالى بتوجيه من قصر الاليزيه ، و ذلك عقابا للقيادة العسكرية الحاكمة في مالي التي تريد التحرر من التبعية لفرنسا والخروج من بيت الطاعة وعدم قبول وجود الجيش الفرنسي على الاراضي المالية تحت بنود اتفاقية استعمارية وبمبرر مكافحة الارهاب في الساحل.
وبالتاكيد توجد بحوزة فرنسا وعملائها كمية من الزي العسكري يعود للجيش المالي والسيارات المصبوغة بلون سيارات الجيش يمكنها ان تستخدم عناصرها ومجنديها فى المنطقة سواء فى صفوف المدنيين أو فى الجماعات المسلحة وأن يعتقلوا الموريتانيين ويقتلوهم تحت يافطة الجيش المالي ، ولا استبعد ان يعيدوها مرة اخرى او أن ينفذوا عمليات تخدم أجندتهم فى الجانب الموريتاني كأن يهاجم مسلحون يستقلون سيارات مدنية بلوحات موريتانية عناصر من الجيش المالي بحجة الثأر، مما سيصب الزيت على النار وينجح مخطط فرنسا وعملائها فى المنطقة لاقدر الله.
ومن القصص المتداولة عن غباء الاستخبارات الفرنسية ماتناوله الاعلام في السنوات الماضية "حيث ذكر أنه في عام 2014 عندما تم تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سوريا و العراق، امتنع الرئيس الفرنسي حينها افرانسوا أولاند من المشاركة في ذلك التحالف، فدبرت المخابرات الفرنسية هجمات وحشية ضد مواطنين فرنسيين في 14 نوفمبر 2015 عرفت ب "هجمات باريس" ، ليذعن الرئيس الفرنسي بعدها مباشرة للمشاركة في ذلك التحالف.
تظن المخابرات الفرنسية لغبائها أن دعمها و تمويلها لداعش في سوريا -لتنفيذ مشروع أنابيب الغاز المارة بسوريا إلى أوروبا- ليس أمرا مكشوفا كالغسيل المنشور، لذلك تقوم بقتل شعبها بهذه الوحشية".
ملاحظة:
كل ما ذكرت يبقى رأيا شخصيا حتى يتضح الأمر بعد زيارة الوفد الموريتاني لباماكو ولقاءه مع المسؤولين الماليين.

-----------
مختارآبكه
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمنطقة الساحل

23 January 2022