رئيس البرلمان الموريتاني يدعو تعزيز دولة المواطنة
دعا رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد باي لتعزيز دولة المواطنة التي تتكافئ فيها الفرص ويشعر فيها جميع المواطنين بتساوي الفرص والواجبات، وهو ما جسده خطاب رئيس الجمهورية محمد لد الشيخ الغزواني في وادان وفق تعبيره.
وشدد ولد بايه -في كلمته خلال اختتام الدورة البرلمانية العلنية الأولى للسنة البرلمانية 2021-2022 – على ضرورة محاربة التراتبية الاجتماعية الجامدة المؤسسة على غير قوة القانون والمتدثرة بلبوس ديني مشوه”.
وقال بأن المسؤولية في هذه التراتبية تقعد أساساً على النخب الدينية والسياسية التي تستخدمها مطية لنيل الامتيازات.
وأكد بأن المواطن المستعد للتضحية من أجل وطنه هو المواطن المقتنع بأن التفاوت في جني ثمار المواطنية مبني حصراً على معايير العطاء وصدق الانتماء وليس على أساس موروث مثل الانتساب لقبيلة أو عرق أو شريحة أو منطقة”.
وتساءل:”..هل يعقل مثلا ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يلعب موظف عمومي دور الزعيم القبلي بشكل علني وبدون خجل، وأي مبرر شرعي أن يحاول البعض حصر الإمامة في عائلات معينة ونحن في دولة ينص دستورها على أن أحكام الدين الإسلامي هي المصدر الوحيد للقانون، وأن شروط الإمامة محددة وواضحة في الفقه وأساس التفاضل عند الله هو التقوى”.
وأضاف:”..التاريخ يشهد بأن النخب الدينية من العرب والبولار والسوننكي والولوف في كل غرب أفريقيا مارست الاسترقاق أكثر من غيرها وعلى المسلمين اكثر من غيرهم وتغاضت عن كل من مارسه بقوة السلاح لسنا في محاكمة للتاريخ نتلطع لأن تكون النخب الدينية الحالية من مكونات مجتمعنا الأربعة مشعلا لتنقية الدين من كل ما يضر المجتمع، والمسلكيات المبنية على الباطل، ويجب أن تشكل رأٍس الحربة في هذا المجهود النبيل، وقال بأن الشعب الموريتاني المسالم الحريص على تعايش مكوناته والقادر على التكيف مع كل المستجدات يحتاج لمن يأخذ بيده نحو دولة العدل والمؤاخاة من خلال تقديم الفتوى المستنيرة ونشر الوعي المدني المتصالح مع العصر وتمضين قيم المواطنة في مناهج التعليم ومحاربة كل ما يعكر انسجامه وتلاحم مكموناته والتخلي عن العادات الرجعية القائمة على التصنيفات الاجتماعية الغير مبررة يمثل احدى اهم ضمانات وحدة المجتمع وسد ذريعة تبني خطاب الكراهية والدعوات الفئوية.