3 أخطاء إدارية فادحة قادت لتراجع المريخ محليا وقاريا

يمر فريق المريخ بواحدة من أصعب الفترات في تاريخه، وسط تراجع فني مقلق أثار استياء جماهيره، حيث سجّل الفريق رقمًا سلبيًا غير مسبوق في المسابقات المحلية بعد سلسلة من الهزائم في الدوري الموريتاني، وذلك بعد خروجه المبكر من الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أفريقيا لموسم 2024/25.
فشلت إدارة الزعيم السوداني في تصحيح مسار الفريق رغم الخطط التي وضعتها، واستمرت حالة عدم الاستقرار الفني، إضافة إلى التغييرات المستمرة وتسجيل أرقام غير مسبوقة في التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب، دون أن تحقق النتائج المرجوة. وقد ارتكبت الإدارة ثلاثة أخطاء رئيسية ساهمت في تدهور أوضاع الفريق، نستعرضها في هذا التقرير.
انفراط عقد المريخ السوداني
شهد الفريق فقدان أبرز نجومه بعد قرار إدارة النادي إعارة عدد من اللاعبين الأساسيين للدوري الليبي، في خطوة قُوبلت بانتقادات واسعة، خاصة أنها جاءت في وقت كانت البلاد تمر فيه بظروف استثنائية عقب اندلاع الحرب في أبريل 2023، وكان الهدف منها في الأساس محاولة توفير موارد مالية.
لكن تلك الخطوة كانت باهظة الثمن، إذ رفض بعض اللاعبين العودة بعد نهاية إعارتهم، بعدما تلقوا عروضًا مغرية من أندية ليبية وأفريقية، بالتزامن مع قرار النادي بإيقاف مخصصاتهم المالية قبل بداية الدوري الموريتاني، ما زاد من حدة الأزمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة جعلت النادي بيئة طاردة.
دخلت الإدارة في صراعات مع عدد من اللاعبين الأساسيين، مما أدى إلى خسارة أعمدة الفريق مثل الحارس محمد المصطفى، بخيت خميس، الجزولي نوح، أحمد حامد التش، ولاحقًا مصطفى كرشوم الذي انتهى عقده دون أن تنجح الإدارة في تجديده.
إخفاق في ملف التعاقدات المحلية والأجنبية
لم تنجح إدارة المريخ في تعويض النجوم المغادرين، وأخفقت بشكل واضح في ملف التعاقدات، إذ تم ضم 33 لاعبًا خلال الموسم، لم يحقق منهم النجاح سوى 3 لاعبين فقط. هذا الفشل في الانتدابات تسبب في زعزعة الاستقرار الفني، وأثر بشكل كبير على أداء الفريق، الذي شهد تراجعًا غير مسبوق في نتائجه وتماسكه.
الاختيارات العشوائية أسهمت في انهيار الفريق، حيث لم تكن هناك رؤية واضحة لتكوين فريق قادر على التنافس، سواء في الدوري المحلي أو البطولات القارية.
أخطاء في اختيار الأجهزة الفنية
واصلت إدارة نادي المريخ ارتكاب الأخطاء بالتعاقد مع مدربين دون دراسة كافية، وكان أبرزهم الإيطالي جيوفاني سوليناس، الذي تسبب في إبعاد ما تبقى من نجوم الفريق، وأرهق خزينة النادي بعد توقيع عقد طويل الأمد معه مدته 3 سنوات تضمن شرطًا جزائيًا مرتفعًا، جعل التخلص منه صعبًا ومكلفًا.
ولم تكن تجربة سوليناس الوحيدة، حيث تكررت الأخطاء بالتعاقد مع الصربي ميتشو، الذي فشل في تحسين نتائج الفريق، وما زال مستمرًا في مهمته رغم الانتقادات، ما زاد من معاناة الفريق وسخط الجماهير.
وقد انعكست هذه القرارات على أداء الفريق الذي خاض 25 مباراة في الدوري الموريتاني، تعثّر في 15 منها، وهو رقم غير مسبوق، كما خرج من دوري أبطال أفريقيا مبكرًا، ما أدى إلى موجة من الغضب الجماهيري والإعلامي، مع مطالبات باستقالة الإدارة الحالية برئاسة عمر النمير كأحد الحلول العاجلة لإنقاذ الفريق.
وكالات