"هذه الحجارة أكبر من فمي " سيدي علي بلعمش

 

 

 

 

 

 

بعد اندلاع ثورة أطفال الحجارة 1987/12/08 التي أذهلت العالم ، بتنظيم و تخطيط الزعيم الفلسطيني الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) ، الذي اغتالته أجهزة الموساد في تونس (1988/04/16)، ألهمت بطولات الانتفاضة الأولى كل شعراء و أدباء و كتاب و فناني العرب و خلدوها في شتى الفنون التعبيرية كل حسب اختصاصه . 

و حين سألت إحدى الصحفيات الشاعر الثائر نزار قباني (و هو من هو)، لماذا وحده لم يساهم بأي كلمة شعرية أو نثرية في إعصار هذه الانتفاضة التي كلفت الخزانة الإسرائيلية أكثر مما كلفتها كل الحروب مع العرب؟

أجابها بهدوء حد الشرود "هذه الحجارة أكبر من فمي".

نعم فخامة الرئيس غزواني ، "هذه الأحداث أكبر من فمنا" .. هذه التعيينات أكبر من كل كلماتنا .. هذا التوجه لم يعد يعبر عنه سوى التنفس في بؤورنا..

* و حين تصبح هوليغانص عزيز بهذا التبجح و التحدي يا ولد الغزواني ، فأين الدولة و ملحقاتها و هيبتها ؟

* و أين الدولة يا ولد الغزواني ، أين القانون ، أين احتكارها للقوة القهرية ، أين حمايتها للمواطن ، حين يصبح حرس بيرام يؤدب الناس في الشارع ، أمام أعين الجميع ، مثل ما فعلوا مع هذا الشيخ المحترم بعد التعبير عن رأيه.. مجرد التعبير عن وأيه !!؟

أم أننا اليوم يا فخامة الرئيس ، أمام "قلتُ عطشان يا دمشق، قالت اشرب دموعك"؟ 

ما أحلى الدموع يا ولد الغزواني ، حين يتنطط ولد الشدو أمامنا ، متبجحا بانتصار أباطيله الغبية على حقوق شعبنا و هيبة بلدنا..

ما أعذب الدموع يا ولد الغزواني .. ما أنبلها .. ما أصدقها ، حين تصبح بحجم المصيبة .. بألم المصيبة .. بعمق المصيبة ..

ماذا بقي لنا في هذه الأرض ، إذا انتصرت علينا أباطيل ولد الشدو ؟

ماذا ننتظر في هذه الأرض حين يصبح حرس بيرام الممثل الشرعي للقوة و القانون فيها؟ 

و لماذا لا ننتظر اليوم مرسوما رئاسيا أو بيانا من هيئة القضاء ، يمنح عزيز أضعاف ما نهب من ثروة بلدنا ، تعويضا لأتعاب الشدو و المساس بسمعة القيصر الشريف؟ 

لماذا لا ننتظر استدعاء ذلك الشيخ الملتحي عند مخافر الشرطة للاعتذار عن تعرضه لأمير الحرب الأهلية المدلل؟ 

لم نعد نفهم أي شيء يا فخامة الرئيس ؟ 

لم يعد في هذه الأرض يا فخامة الرئيس ما يمكن أن يُفهم !!!؟

و حين نترك الرد للتاريخ ، على هذا السؤال المغيب ، تأكدوا يا فخامة الرئيس أن التاريخ لن يرد بالنيابة عن أي أحد …!

8 September 2022