الأستاذ محمد الشيخ ولد سيدي محمد يكتب: خلية العش تتثاءب!

الأفعال ليست مثل الأقوال، والرجال الذين يخدمون الصالح العام، ليسوا صيادين فاشلين في موريتانيا الأعماق، وفي بحار السياسة، وفي صفقات السمك التي ذهب ربيعها المدمر.

الأفعال ليست مثل الأقوال، والرجال الذين يخدمون الصالح العام، ليسوا صيادين فاشلين في موريتانيا الأعماق، وفي بحار السياسة، وفي صفقات السمك التي ذهب ربيعها المدمر.

من أعظم الأخطاء التي يمكن أن تقع فيها التنظيمات الصحية هو الخلط بين طبيعة “المهنة” وطبيعة “الملكية”، وبين وظيفة “الاختصاصي” ووظيفة “المستثمر”. هذا الخلط لم يكن يوماً محلّ قبول في الدول التي نظمت قطاعاتها الصحية على أسس علمية، لأنه يفضي في النهاية إلى شيء واحد: إشغالُ المتخصص عن جوهر وظيفته، أو إدخالُه في دوامةٍ مالية وإدارية ليست من صميم تكوينه، فيتعطل دورُه وتضعف جودة الخدمة، ويُفتح الباب أمام سلسلة من الأخطاء التي يكون ضحيتها الأولى المواطن.

رأي منتخب محلي
لا يزال ميناء اندياكو، الذي اكتملت الأعمال فيه منذ عامين إلى ثلاثة أعوام، غير قابل للتشغيل بسبب غياب البنية التحتية اللوجستية اللازمة (المياه والكهرباء والطرق)، والمنطقي أن تكون هذه المستلزمات قد أعدّت قبل أو أثناء بناء منشآت الميناء، فالقرية وصفّت أمام الحصان كما يقال.
يعني أيضًا غياب الترشيد في إنفاق موارد الميزانية. في ما يلي مثالان يوضحان الأول منهما إنجاز الطرق والآخر ببدادات المياه.

إن التصريح الذي أدلى به فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الليلة في تمبدغه، يمثل بياناً مؤسسياً وتوجيهًا حازمًا يضع النقاط على الحروف ويحدد البوصلة في مرحلة تتطلب أقصى درجات الوضوح والمسؤولية.
.فحين يؤكد فخامة الرئيس بصيغة قاطعة أن لا مكان لمن يفكر خارج إطار أجندة تنفيذ البرنامج الانتخابي، فهو يعيد التذكير بأن الشرعية عقد ثقة متين بين قيادة اختيرت على أساس رؤية إصلاحية واضحة وشعب منحها تفويض البناء.

تنبيه: هذا المقال عبارة عن كلمتي التي ألقيتها في اليوم التوعوي المفتوح حول مخاطر الخطاب القبلي والشرائحي والجهوي والعرقي.
-----
تعيش موريتانيا، منذ نشأتها، بل وقبل ميلادها الرسمي، أزمةً عميقة في مفهوم المواطنة والخطاب الوطني الجامع، وهي أزمة من النادر أن تجد من يتحدث عنها. هذه الأزمة لم تولد اليوم، وإنما تراكمت خلال العقود الماضية، بفعل عوامل متعددة، أدت مجتمعة إلى ضعف الانتماء الوطني، وهشاشة الخطاب الوطني الجامع.

تعيش الأسرة التربوية منذ ردح من الزمن ظروفا مادية استثنائية، بفعل تغيّر الواقع وتسارع وتشعب متطلباته واحتياجاته المادية والمعنوية، ومع كل تلك التحدّيات، ما يزالون مسايرين لهذا الواقع، محكّمين ضمائرهم المهنية، مستلهمين تلك المبادئ السامية والقناعات الراسخة، بأن مهمة المدرس، على حدّ قول أحدهم: ليست بالراتب ولا المال، بل هي رسالة إيمان، وأمانة جيل، وعزّ وطن، وحضارة أمة، إن أحسنّا البذر طاب الحصاد...

حمود أحمد سالم محمد راره/ في خطابه أمام سكان الحوض الشرقي، أعاد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تثبيت بوصلة الدولة في الاتجاه الصحيح: المدنية أولاً، والوطن فوق الجميع، والانتماء الجمهوري خطّ أحمر لا يقبل المساومة. لم يكن ذلك مجرد تذكير عابر، بهذا الواجب بل كان إعلاناً واضحاً بأن موريتانيا التي ننشدها لا يمكن أن تقوم على ازدواجية الولاءات، ولا على ثقافة الانفصام بين ما نقوله علناً وما نمارسه بالفعل.

يتعرّض وزير الداخلية واللامركزية لحملة هجوم غير مبرّرة، لا لشيء إلا لأنه قرّر تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، وأطلق واحدة من أكثر العمليات حساسية في الدولة: ضبط وجود الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني، ودمجهم في النظام البيومتري الوطني. وهي خطوة سيادية مشروعة، تأخرت سنوات، ثم جاء من يمتلك الشجاعة ليتحمل مسؤوليتها كاملة.

نقطتان أساسيتان برزتا بوضوح في خطاب فخامة رئيس الجمهورية خلال زيارته للحوض الشرقي، تخصان الوطن كله وتؤثران على حاضره ومستقبله : الوقوف الحازم في وجه الشحن القبلي والشرائحي ، و الصرامة المعلَنة في مكافحة الفساد.

ستعيش موريتانيا في الأشهر المقبلة، وفي السنوات الثلاث القادمة، وربما إلى ما بعد عام 2029، فترة من المجهول على الصعيدين الداخلي والخارجي.
