ساسة وقانونيون وخبراء اقتصاد يناشدون الحكومة دراسة "ظاهرة المتسللين " إلى آمريكا !!

تتالت في موريتانيا مناشدات الساسة والحقوقيين والمدونين للحكومة الموريتانية بالنظر في ظاهرة ركوب ءالاف من شباب موريتانيا الأخطار للهجرة إلى أمريكا متسللين عبر حدود تسع دول بينها البرازيل وكولومبيا وبنما وغواتيمالا.
وجاءت هذه المناشدات بعد تداول صور لشباب مهاجرين أثناء نومهم في العراء بين الغابات الموحشة، ولآخرين وهم يتسلقون السور الفاصل لحدود المكسيك الدولية، وبعد ورود أخبار عن وفاة شاب بعد سقوطه من السور المخيف.
وأعاد مهتمون بهذه الظاهرة أسبابها لعدة عوامل في مستهلها ارتفاع أعداد العاطلين الموريتانيين بفعل ضيق سوق العمل وتدني، حيث كانت دراسة لمنظمة آمريكية، أشارت إلى وجود 500 ألف شاب عاطل عن العمل في موريتانيا، في بلد يشكل الشباب، تحت 25 سنة من العمر، نسبة 75% من السكان.
كما يسبب تدني الأجور في موريتانيا، الني تعجز بنسبة 70% عن تغطية نكاليف المعيشة، دون تكلفة الخدمات الضرورية،وزاد الطين بلة غلاء انخفاض وتخفيض قيمة العملة المحلية الأوقية، التي فقدت نسبة 152% منذ إنشائها سنة 1974، وكذلك موجاء الغلاء المتلاحقة التي جعلت 70% من الأسر الموريتانية، تعاني من الفجوة الغذائية.
ومنها ما يقرؤه الشباب عن الشهرة والمال التي حصل عليها عبر العقود الماضية، مهاجرون موريتانيون ، وبينها حلم الشباب الموريتاني بالرفاه والثراء الذي جعل أعداد مهاجريهم تزداد شرقا وغربا، شمالا وجنوبا على مدى العقود الأخيرة.
ومع هذا، تصل إلى موريتانيا أخبار الشبان الذين غامروا بالهجرة إلى أمريكا، وحققوا في ظرف وجيز مداخيل مالية كبيرة، اختصرت لهم الطريق وحمتهم من طول المعاناة، وانتشلتهم من الفقر، وجعلتهم يحصلون على المفاتيح الأربعة، التي هي كفاف الألفية الثالثة.
كما أن من أسباب هذه التدفق نحو الأراضي الأمريكية، حسب متابعي هذا الشأن، تشدد القنصلية الأمريكية في موريتانيا في منح التأشيرات للمتقدمين لها من الشباب، وهو تشدد يعيده الأمريكيون لتأكدهم من أن نيات طالبي التأشيرات ليست السياحة والعدوة، بل العمل والإقامة في الولايات المتحدة.
مسارات تسلل وهجرة الشباب الموريتاني !!
أما مسارات هجرة الشباب الموريتانيين الشاقة، نحو الولايات المتحدة،فهي غريبة ومتنوعة، فقد بدأها من موريتانيا الشباب ذوو الدخل المحدود حيث يسافرون جوا إلى البرازيل وتتولى شبكة متخصصة استقبال القادمين وترحيلهم عبر طرق خاصة، بواسطة مندوبين للشبكة متخصصين في مسارات الهجرة السالكة، في دول آمريكا اللاتينية، مع خبرلا متراكمة في قانون الهجرة وفي سراديبها.
ويمر المهاجرون بأصعب محطات الهجرة التي تتم بالتنسيق مع عصابات التهريب والسمسرة محترفين، وقد ينتظر المهاجر أسابيع لاكتمال العدد الكافي من المتسللين الذي يمكن للشبكة اعتمادا على ما سيدفعه المغامرون، من تسيير مربح للرحلة.
زوارق ...... سيارات ......... حاويات
يمر المهاجر في مغامرته بعدة دول متسللا بين بوليفيا وغواتيمالا وبنما، مستخدما شتى وسائل النقل من حافلات وزوارق، وفي مقاطع كثيرة يسافر المهاجر سيرا على الأقدام لتفادي الحواجز الأمنية.
ويضطر المهاجرون في كثير من الأحيان للتخفي داخل حاويات معدة لهذا الغرض، إلى حين الوصول للمكسيك، حيث يقترب المهاجر من تحقيق حلمه.
الشباب الموريتانيون ميسورو الحالن يتخصرون الطريق !!!
أما الشبان الميسورون فيختزلون المسار بالسفر إلى أوروبا ودخول المكسيك عبر المطار، متفادين بذلك تدقيقات، وتحقيقات شرطة الحدود المفروضة على الداخلين برا إلى المكسيك، ومن ثم يتمكنون من الخروج من الحدود المكسيكية باتجاه أمريكا.
وبعكس المهاجرين الفقراء، يحظى المهاجرون من ميسوري الحال بمتابعة ذويهم عبر الهاتف، وبحصولهم على ما يحتاجونه من أموال لازمة، لتغطية تكاليف الرحلة عبر تحويلات والحوالات.
إن ءالاف الشباب الموريتانيين قد جربوا طرق التسلل هذه إلى الولايات المتحدة، مبدين اصرارا عجيبا على متابعة الرحلة، رغم المشاق والأهوال، وبعد الشقة، ونقص الزاد وقلة المال، وكأنهم يقولون بلسان الحال، "لابد من الولايات المتحدة مهما طال السفر" !!!!
