منتدى‭ ‬السلم‭ ‬الافريقي‭: ‬رؤساء‭ ‬أفارقة‭ ‬يدعون‭ ‬لمواجهة‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬للتطرف‭ ‬

دعا‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬نيجيريا‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والنيجر‭ ‬ورواندا‭ ‬وغينيا‭ ‬بيساو‭ ‬في‭ ‬مداخلات‭ ‬مباشرة‭ ‬وعبر‭ ‬الفيديو‭ ‬أمام‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الإفريقي‭ ‬للسلم،‭ ‬المتواصل‭ ‬حالياً‭ ‬بنواكشوط،‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬عالمية‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وحزماً‭ ‬للنشاط‭ ‬الجهادي‭ ‬المسلح‭ ‬الذي‭ ‬اجتاح‭ ‬العالم‭ ‬عموماً،‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والغرب‭ ‬الإفريقي،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للعنف‭ ‬المسلح،‭ ‬وبتبني‭ ‬خطط‭ ‬تهتم‭ ‬بحماية‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬للاكتتاب‭ ‬لدى‭ ‬الحركات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭.‬

ودعا‭ ‬الرئيس‭ ‬النايجري‭ ‬محمد‭ ‬بخاري‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬أمس،‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬المؤسس‭ ‬في‭ ‬الأصل،‭ ‬على‭ ‬إحلال‭ ‬السلم‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬ونشره،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬أوضاع‭ ‬القتل‭ ‬والتحارب‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬القارة‭ ‬بسبب‭ ‬نشاطات‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬فيها‮»‬‭.‬

وجرى‭ ‬تكريم‭ ‬رئيس‭ ‬نيجيريا‭ ‬محمد‭ ‬البخاري،‭ ‬بجائزة‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬تقديراً‭ ‬للأدوار‭ ‬التي‭ ‬لعبتها‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لحرمة‭ ‬بوكوحرام‭ ‬أكثر‭ ‬الجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬المسلحة‭ ‬عنفاً‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬غينيا‭ ‬بيساو‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬ألقاها‭ ‬نيابة‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائه‭ ‬سواريز‭ ‬صمبا‭ ‬‮«‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬السلم‭ ‬الإفريقي‭ ‬المنعقد‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬موريتانيا،‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الصادقة‭ ‬لمجابهة‭ ‬العنف‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬التصورات‭ ‬الخاطئة‭ ‬للدين‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬‮«‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عملاً‭ ‬مشتركاً،‭ ‬لخلق‭ ‬وعي‭ ‬اجتماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‮»‬‭

 

وشدد‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬رواندا‭ ‬بول‭ ‬كاغامي،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬بحاجة‭ ‬لإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬لمواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الإرهاب‭ ‬المنتشر‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬مقلق‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للتنمية،‭ ‬وأن‭ ‬إحلاله‭ ‬يستدعي‭ ‬عملاً‭ ‬موحداً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬جمعاء‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬النيجر‭ ‬محمد‭ ‬بازوم‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬‮«‬أن‭ ‬بلده‭ ‬جمهورية‭ ‬النيجر،‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الغلو‭ ‬والتطرف،‭ ‬كما‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ ‬معرباً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ثقته‭ ‬بجهود‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‭ ‬أمام‭ ‬المؤتمر‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬السلام،‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ناجعاً‭ ‬وفعالاً‭ ‬إلا‭ ‬بالتحصين‭ ‬القوي‭ ‬لعقول‭ ‬الأفراد،‭ ‬ووجدان‭ ‬المجتمعات،‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الخطابات‭ ‬الممجدة‭ ‬للعنف‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أشكالها‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬يتطلب‭ ‬عملاً‭ ‬دؤوباً‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح،‭ ‬والانفتاح،‭ ‬والعدل،‭ ‬والتآخي،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬وجوهر‭ ‬كل‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية،‭ ‬كما‭ ‬يستوجب‭ ‬منا،‭ ‬كذلك،‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬أولوية‭ ‬السلم،‭ ‬والأمن‭ ‬عموماً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬هو‭ ‬شرط‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬التطور‭ ‬والازدهار‮»‬‭.‬

‮«‬ونحن،‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الموريتانية،‭ ‬يضيف‭ ‬الرئيس‭ ‬الغزواني،‭ ‬أدركنا،‭ ‬باكراً،‭ ‬ضرورة‭ ‬جعل‭ ‬البعد‭ ‬الفكري‭ ‬مكوناً‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬مقاربتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬المندمجة،‭ ‬وقد‭ ‬أبلى‭ ‬مفكرونا‭ ‬وعلماؤنا‭ ‬وقادة‭ ‬الرأي‭ ‬لدينا،‭ ‬بلاء‭ ‬حسناً‭ ‬في‭ ‬مقارعة‭ ‬أصحاب‭ ‬التطرف‭ ‬والغلو،‭ ‬بالحجة‭ ‬والدليل،‭ ‬وفي‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والاعتدال،‭ ‬مستلهمين‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬لبلدنا،‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬والتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬الثري،‭ ‬والتبحر‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والتمسك،‭ ‬بقيمه‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نشرها،‭ ‬في‭ ‬اعتدالها‭ ‬ونقائها‭ ‬الأصليين‮»‬‭.‬

وشدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستديم‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬انتصاراً‭ ‬ثقافياً‭ ‬وفكرياً،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬تنعقد‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة،‭ ‬من‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإفريقي‭ ‬للسلم،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭: ‬‮«‬ادخلوا‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬كافة‮»‬‭ ‬تأكيداً‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬شروط‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬وهو‭ ‬الشمول،‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬مستديم‭ ‬لأحد،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أمن‭ ‬الجميع،‭ ‬ولذا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نرص‭ ‬صفوفنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬وأن‭ ‬نتصدى،‭ ‬معاً،‭ ‬للعنف،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أشكاله‭ ‬وآثاره‭ ‬المروعة،‭ ‬ليس‭ ‬أمنياً‭ ‬واقتصادياً،‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬كذلك،‭ ‬وفي‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬فكرياً‭ ‬وثقافياً‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأفارقة‭ ‬الخمسة‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬تتحدث‭ ‬فيه‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المراكز‭ ‬الدولية‭ ‬المهتمة‭ ‬بقضايا‭ ‬التطرف،‭ ‬عما‭ ‬شهدته‭ ‬السنة‭ ‬المنصرمة‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬استئناف‭ ‬للعمليات‭ ‬الجهادية‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭.‬

وشهدت‭ ‬السنة‭ ‬المنصرمة‭ ‬تطورات‭ ‬عدة،‭ ‬أبرزها‭ ‬إنهاء‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬برخان‮»‬‭ ‬العسكرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬وسحب‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬لمفارزها‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مرابطة‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬للغاية‭ ‬ذاتها‭. ‬

وسجلت‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬اتساعاً‭ ‬للنشاط‭ ‬الجهادي‭ ‬المسلح‭ ‬باتجاه‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬والمشرفة‭ ‬على‭ ‬خليج‭ ‬غينيا‭ ‬وهي‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وغينيا‭ ‬بيساو،‭ ‬وساو‭ ‬تومي‭

 

19 January 2023