لا لدولة ولد عبد العزيز و لا لاستمرارها* / سيدي علي بلعمش
بتغيير عَلَمها و نشيدها الوطني و استبدال جيشها بكتيبة بازيب و شرطتها بأمن الطرق و وزارة داخليتها بإدارة اللص أمربيه ربو التي حولتنا إلى عابري سبيل في وطننا ، نشتري أوراق انتمائنا بأغلى ثمن ، على رقم تسلسلي ، استهدف بوضوح خصوصيتنا الهامة (ولد و بنت) و تعريفنا الأهم (الاسم الأسري)..
- بتغيير عملتنا الوطنية التي كان إنشاؤها (٧٣) ، أكبر ثورة على فرنسا في المنطقة ..
- و بحديث ولد محم في إحدى خرجاته المتبجحة (إبان الاحتلال) ، عن مشروع إعادة كتابة التاريخ الموريتاني الذي ظهرت ملامحه بكل وضوح من خلال تسمية مطار أم التونسي (تلك المشاجرة الأهلية المؤسفة) و محاولة تحويل الشامي إلى عاصمة بديلة ، على الواجهة الأهم لطريق المخدرات السريع (A 10).
و افتراءات لجنة سعد بوه ولد محمد المصطفى (رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة) التي حولت أحلام عزيز الجاهلة ، إلى أسطورة بلدنا الوحيدة الخالدة…
من ينظر اليوم بتمعن في كل هذه الجرائم المنظمة و في تسمية شوارع نواكشوط ، الموزعة على خريطة محاصصة متجنبة على التاريخ و الجغرافيا ، يفهم بوضوح ، أن فكرة إعادة كتابة التاريخ كانت مشروعا سياسيا إجراميا ، يستجيب بحماقة و جهل لنزوات عزيز المريضة ، المؤسسة على استهتار "النخبة" و احتقار الشعب.
أهم ما كنا ننتظره ممن يأتي بعد عشرية إجرام ولد عبد العزيز ، هو استعادة رموز البلد التي تم الاعتداء عليها في محاولة ماكرة لمسخ تاريخ البلد و اعتبار المجرم ولد عبد العزيز هو من أنشأه من عدم..
ليس في هذا الأمر ما يخفى على أغبى الناس . و تجاهل ولد الغزواني له رغم صراخنا المتكرر ، لم أستطع شخصيا أن أجد له تبريرا .
و في البحث عن أفضل المخارج له ، لم أستطع أن أجد سوى أنه رجل بدوي ليس للرموز الوطنية (الحقيقية) ، أي معنى في ثقافته.
على ولد الغزواني أن يفهم أن هذه هي الرموز الوطنية التي يلزمه الدستور و القانون بحراستها و حمايتها و احترامها و فرض حمايتها و احترامها من قبل الجميع . و إذا لم يفعلها فهو أول من يجب أن يستجوبه قانون الرموز الوطنية الأهم و الأقدم و الأصح و الأحق بالحماية و الاعتبار.
إن قانون حماية الرموز التي أفسدت الرموز الوطنية و عبثت بكل مقدس في البلد ، لا يعنينا في شيء و لا يلزمنا بشيء و لن نخضع لمنطقة بأي تهديد أو وعيد ..
و اليوم تطل علينا وزارة التهذيب الوطني برسالة إلى المديرين الجهويين ، تأمرهم فيها برفع العلم و تأدية النشيد الوطني في بداية كل يوم دراسي.
و لأن أغنية ولد عبد العزيز الهابطة و علمه الملطخ بدماء أياديه الآثمة ، إساءة إلى بلدنا و اعتداء على تاريخنا و أمجادنا الخالدة غصبا عنه و عن كل أمثاله ، فإننا ندعو السادة المديرين الجهويين إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية و أمانتهم الوطنية ، برفض هذا القرار الإجرامي ما لم تعدُل السلطات القائمة عن قرار الاعتراف بعلم و نشيد عزيز ، الصادرين عن استفتاء المادة 38 ، الباطل دستوريا و قانونيا و موضوعيا و شكلا و مضمونا ..
السادة المديرون الجهويون ، ها نحن نذكركم بأنكم أولى الناس برفض هذا القرار الجائر ، فتحملوا مسؤولياتكم برفض هذا القرار . أما عودة الرموز الوطنية المقدسة فاتركوها علينا : تلك معركتنا نحن .