*أي معنى لصداقتهم .. لصداقتنا !؟*/ سيدي علي بلعمش
*أي معنى لصداقتهم .. لصداقتنا !؟*/ سيدي علي بلعمش
جرائم بيرام في حق هذا الوطن و أهله ، تجاوزت كل حدود و آن للسلطات أن تنهيها بأي طريقة.. أن تنهيها بما لا يفهم بيرام غيره و لا يستحق غيره ..
خطاب بيرام يوم أمس ، مع ثلة من متسكعي اللجوء السياسي على أرصفة بروكسل ، بعد أن منحته موريتانيا أعلى منابرها (البرلمان) ، لم يعد يعني غير أن هذا اللئيم الراضع ، لا يستحق ما منحته الدولة من احترام و هو أمر حذرنا منه بما يكفي لتحميل النظام اليوم كامل مسؤوليته : بيرام ليس حقوقيا .. بيرام ليس سياسيا .. بيرام ليس مثقفا صاحب وجهة نظر.. بيرام ليس مواطنا عاديا يصيب و يخطئ ؛
بيرام انتهازي لا حدود لطمعه ، اكتشف هشاشة النظام و سهولة ابتزازه فكان له ما لم يحلم به في يوم من الأيام ، فلماذا لا يواصل جريمته !؟
بأي معنى يظل بيرام نائبا في البرلمان و هو يكيل الاتهامات الكاذبة ، الحاقدة ، الساقطة ، لبلدنا !؟
بأي معنى تُدفع لبيرام رواتب عشرات السنين و هو يذرع الأرض شرقا و غربا لتشويه سمعة البلد و العمل على الوقيعة بين مكوناته !؟
من ماذا تخاف سلطات بلدنا ؟
ماذا يملك بيرام ضد بلدنا غير ما تصنع مخيلته المريضة من أكاذيب ، تنفيها كل الوقائع على الأرض ؟
أين تُعلَّم و تُكتبُ لغات الأقليات الموريتانية في البلدان المجاورة التي يُشكل الناطقون بها أكثرية طاحنة فيها و الذين يفضلون عليها حتى لغة المستعمر المتخلفة !؟
هذه وحدها تكفي لسجن بيرام ألف عام ، كدليل قاطع على بحثه عن أي مستحيل للتعاطي معه في جريمة تحامله على البلد ..
أين العبودية في موريتانيا بالنسبة لانتشارها و القبول المعلن بها في الدول المجاورة و في فرنسا و بلجيكا بتاريخهما الملطخ بالدماء الإفريقية .. بنهب الثروات الإفريقية .. بالتجارة بالرقيق .. باحتقار الشعوب الإفريقية .. بالعنصرية الدفينة .. بالكراهية المعلنة !!!؟
على السلطات الموريتانية أن تستدعي سفيري فرنسا و بلجيكا و تذكرهما بمواقف بلديهما غير الودية اتجاه بلدنا و أن لا تقبل منهما أي حديث عن الديمقراطية و حقوق الإنسان لأنهما آخر من يحق له أن يتكلم عن أي فضيلة في الوجود ..
على السلطات الموريتانية أن تستدعي سفيري فرنسا و بلجيكا و تخبرهما أن ما نسكت عنه من جرائم بلديهما أكثر مما يمكن أن يتخيله أي عقل ..
على سلطات بلدنا أن تسأل سفيري فرنسا و بلجيكا عن معنى صداقة بلديهما لموريتانيا .. عن أهمية صداقة بلديهما مع موريتانيا إذا كانت أهم منها صداقتهم مع بيرام !!؟
لقد آن لهذه المهزلة السخيفة أن تتوقف .. آن للنظام الموريتاني أن يقول لفرنسا و بلجيكا كلمة بلدنا الأخيرة ، بأعلى درجات الغضب و الاستياء ..
على سلطات بلدنا اليوم اليوم و ليس غدا ، أن تضع حدودا و معنى و شروطا لصداقاتها و عداواتها ، لا مساومة في تجاوز موطئ نملة فيها ..
يعرف الفسير الفرنسي أن بيرام كذبة من صنيعة المخابرات الموريتانية خرجت عن السيطرة في لحظة محاولة إنهاء مهمتها فتلقفها فرنسا لتستغلها في عدائها التاريخي للعرب و المسلمين ..
يعرف السفير البلجيكي أن ما ارتكبه نظام بلده من جرائم إبادة جماعية في إفريقيا لا يضاهيه غير عمل النازية و لا يقاس بغير عمل الرازيا الفرنسية في الجزائر و إبادة الهنود الحمر في أمريكا ..
تذكروا من أنتم .. تذكروا تاريخكم الدموي الفظيع .. تذكروا نهبكم المنظم لخيرات الشعوب .. تذكروا جرائمكم باسم الديمقراطية و حقوق الإنسان .. تذكروا حقارتكم و وضاعتكم و احتقاركم للشعوب الإفريقية حين تصنعون رؤساء من بوكاسا و إيدي آمين دادا و عزيز ..
تذكروا أنكم بلاد اللواط و الشذوذ و المثلية و العربدة و المخدرات يا هؤلاء ، لتفهموا أنكم أحقر البشر و أتفه البشر و أعدى البشر للفضيلة و الأخلاق و الفطرة السوية ..
تذكروا أنكم من ثمانمائة سنة تحتلون مكان الصدارة في القرصنة و احتلال الشعوب و انتهاك الحقوق و نهب خيرات المغلوبين على أمرهم باسم جريمة الديمقراطية و حقوق الإنسان المكذوبة ، السخيفة ، مكشوفة العبثية ..
على المافيا الغربية أن تفهم أن الزمن تغير و أن كل أكاذيبهم انكشفت و أن كل موازين القوة اختلت لغير صالحهم و أنهم اليوم بحاجة ماسة إلى الحد الأدنى من الأخلاق .. إلى الحفاظ على ما تبقى من صورتهم المهزوزة ، المنبوذة ، المحتقرة من الجميع ..
جل أسئلة الفيغارو للرئيس غزواني ، كانت مناسبات على المقاس للرد على الصحيفة بكل أناقة و لباقة الدبلوماسية ، بأن أكبر أخطاء فرنسا هي احتقارها لأصدائها الأفارقة ، لكن الغريب العجيب أن هذه الدولة الاستعمارية اللئيمة التي نهبت كل خيرات القارة و أذلت أهلها و حرمتهم من أي مستوى من التقدم ، لم تسمع يوما من أي رئيس إفريقي أن عليها أن تحترم "أصدقاءها" الأفارقة .!؟
لستُ و لله الحمد ، ممن يعتزون بالصداقة الفرنسية و لا ممن يرجون من ورائها أي خير ، لكنني أستغرب أن لا يطلب منها المتغنون بفرانكوفونيتهم و فرانكوفيليتهم ، أن لا تضن عليهم بحفظ ماء الوجه على الأقل !!؟
إذا كانت فرنسا تفصل علاقتها ببيرام و تيام صامبا على علاقتها بموريتانيا شعبا و حكومة ، فما هي الرسالة التي ترسل لنا من خلال ذلك و كيف تقرؤها حكومتنا بالمقلوب؟؟
لا نملك سوى أن نقول أنه أمر مؤسف حقا ، أن لا تفهم دولتنا (تماما مثل فرنسا) ، أن الزمن تغير و أنه ليس من عادة الفرص الجميلة أن تتكرر بكل هذا السخاء .!!