الفريق #مسغارو.. رجل بحجم وطن
الفريق #مسغارو.. رجل بحجم وطن
ربما يستغربُ القارئ فخامة العنوان، ولربما يجد فيه نوعاً من التهويل لأحد رجالات النظام وقادته العسكريين ومن يملكون فيه نفوذا، وهو ما ينطبق على الكثير من القريبين من مركز صناعة القرار، لكن الأمر مختلف - حسب رأيي- مع الفريق #مسغارو ولد سيدي، المدير العام للأمن الوطني.
فما نعتقده نحن العّامة أن مهام مدير الأمن، تقتصر على تسيير مرفق عمومي عادي يمتلك وسائل لوجستية وكادرا بشريا ويقوم بعمل محدًد في نطاق لا يمكن الحياد عنه قيد أنملة، ونعتقد كذلك أن جهاز الأمن لا يخرج عن مجال حفظ الأمن وملاحقة المجرمين، رغمَ أن أغلب دول العالم تضع أمنها القومي في مقدمة الأولويات؛
ما نجح فيه الفريق #مسغارو دون غيره، هو لعب دور مدير الأمن "الحقيقي" الذي يهتم بكل التفاصيل، انطلاقا من إعادة الهيبة لرجال الأمن وصولاً إلى إحساس المواطن بأن الشرطة استعادت الدور المنوط بها في خدمة الشعب؛..
لن أخوضَ كثيرا في التطوّر الحاصل في جهاز الشرطة تكوينا وتدريبا وحتى من ناحية تحسّن الظروف المادية للأفراد، ولن أغوصَ في الجاهزية التي أصبحت تميزُ القطاع من حيث السرعة في الإيقاع بالمجرمين وتفكيك العصابات بمخلف أنواعها وتضييق الخناق على المهربين، ولا بالدوريات الليلية وتأمين التجمعات والأسواق.
ما أريد أن ألفت انتباهكم إليه، هو أن الفريق #مسغارو ملأ مقعده كمدير أمن وطني متكامل، يعالجُ القضايا المجتمعية ويحرصُ على استباق بعضها بحنكة ومرونة؛ فقد استطاع إخماد "نيران" كانت ستكون سبباً في اشتعال فتيل أزمات لن تحمدَ عقباها، وتمكًن كذلك من استقطاب "حركيين" ونشطاء تم استغلالهم لسنوات في عمليات تخريبية لا تخطرُ على بال، وهي جهود خدمت البلد وعزًزت من لحمته الاجتماعية.
يمتازُ الرجل عن غيره كذلك، بالقدرة على الإبتعاد عن الصراعات والانتماءات، فظلً مكتبه جامعاً لكل الموريتانيين شرقا وغربا، ولم يعرف عنه التأثر بالحساسيات من أي جهة أو أي توجه سياسي أو أديلوجي؛ يعامل الجميع باحترام ويتعاطى معهم بتواضع مشهود، رغمَ محاولات التشويه والتشويش التي يتعرض لها من حين لآخر.
فمن يطلق عليهم رجالات الدولة قلّة، ومن يخدمون أوطانهم بإخلاص ومن مواقع حسّاسة، قلّة كذلك ومن الإنصاف أن نعترف بجهود أبناءنا البررة والأكيد أن الفريق #مسغارو رجل دولة بامتياز خدم وطنه وأدار مسؤولياته باقتدار.