فرصة محاسبة افلام و من على شاكلتها *
التحرير لا يتم بأي شكل من أشكال النضال السلمي بل بالعمل المسلح المقاوم .
التحرير ليس شكلا من من أشكال المعارضة الوطنية السلمية ، بل يعني مقاومة محتل بكل وسائل العنف حتى خروجه من أراضي شعب كان يحتلها ظلما..
تقول جبهة التحرير المسلحة في موريتانيا (FLAM) ، إن حرف (A) يعني “إفريقي” (Africain) أي جبهة التحرير الإفريقية في موريتانيا..
و لا معنى لل”إفريقي” في الأخيرة و لا حاجة لل”مسلحة” في الأولى ، لأن التحرير أصلا لا يتم إلا بالعمل المسلح
فمن هو المحتل الذي تحاول افلام تحرير موريتانيا منه؟
و من هي عصابة افلام غير دياسبورا إفريقية مرتزقة جندتها جهات معروفة، معادية لموريتانيا ؟
تريد افلام تحرير موريتانيا من أهلها و هذا حلم ستحتاج أكثر من ألف عام لتحقيقه؛ لقد تسامحنا أكثر من اللازم مع مثل هذه الدعوات العبثية و ارتكبنا أخطاء فادحة في عدم مواجهتها بما تستحق من غلظة
من يقول إنه كان على الجيش الموريتاني أن يظل مكتوف الأيادي أمام هجمات عصابات افلام على وحداته و على قُرانا الحدودية البرييئة ، يُجْرِم في حقنا أكثر من افلام ..
من يطلب من جيشنا أن يعتذر لعصابة قتلة مثل افلام، يحتقر شعبنا أكثر من تواصل..
من يسمي محاولة الإطاحة بنظام من قبل عصابة مسلحة من مكون عرقي واحد بانقلاب عسكري ، لا يعرف أي شيء عن معنى الانقلاب و لا يفهم أي شيء عن العسكرية..
نعم، يا كل من يغضبه ذلك ، نقولها عاليا ، عاليا، عاليا :
هذه أرض البيضان (بيضا و سمرا) و قد تناولت هذا الإسم كل كتابات و بحوث المؤرخين و الرحالة و المغامرين (أعداء و أصدقاء) و الفرنسيين بصفة خاصة (الذين تعتبرونهم ملائكة الأرض جهلا بتاريخهم الدموي في حق كل شعوب الأرض) ، قبل أن يطلق عليها غزافيي كابولاني هذا الاسم القديم (موريتانيا)، الذي يخرج الزنوج من أي علاقة بها أكثر من “أرض البيضان” و يؤسس لوجود الأخيرين أوسع مما يتناوله مثقفونا المنبهرون بنضال الحاج عمر تال ، جهلا بمن يكون ( عمر بن علي بن سعيد بن عثمان) و هو عربي قح من أم زنجية ، حمل اسم خاله (تال)بعد وفاة والده ، كما هو العرف في عادات أخواله و أطلق عليه اسم الحاج بعد حجه ، كما يفعل جل المسلمين في كل بقاع الأرض.
و لا أعرف مثقفا أو سياسيا موريتانيا ينكر وجود زنوج موريتانيا أو يحاول الانتقاص منه بأي ذريعة أو بأي شكل لكن يجب أن يترك في حدوده لأن كل الأسر الزنجية الموريتانية معروفة بالاسماء و مقر الإقامة و مرتبطة بأواصر أرحام و جيرة و مصالح بمجتمع البيضان ،عكس ما يتصوره من لا يعرفون من أين يأتون هم أنفسهم ..
لقد حملت “افلام” السلاح ضد جيشنا و ضد كل قرانا الحدودية بما فيها من مدنيين عزل ، أبرياء (أطفال و نساء و شيوخ) و قتلت و نهبت و حرضت ضد بلدنا بطوفان من الأكاذيب الملفقة لتشويه سمعة البلد و أهله ، مدعومة من قبل دول و هيئات عالمية لا تخفي عداءها لموريتانيا. و كان من الخطأ أن تسمح سلطات البلاد لأي عنصر من افلام (ثبت تورطه في الهجوم على جيشنا و قرانا الحدودية) ، أن تدنس قدمُه أديمَ أرضنا الطاهرة . و كان من الخطأ أكثر أن يسمح لأي منهم دخول موريتانيا من دون محاكمات تجرم أفعالهم حتى لو أُشفِعت ب”وقف التنفيذ” أو بعفو عام..
و علينا اليوم أن ننتهز فرصة إثارتهم لهذا الموضوع لتصحيح أخطاء الماضي: على أصحاب افلام اليوم إذا كانوا يريدون العودة إلى المربع الأول و الثاني من خلال مطالباتهم بمحاكمة ضباط جيشنا ، أن يستعدوا لمحاكمة عناصرهم التي حملت السلاح ضد جيشنا و قرانا الحدودية الآمنة، لنعرف هل كان من حق الجيش أن يرد عليهم بكل ما في جعبة الحرب من خشونة أم لا..
لقد كنّا نعرف أنكم لستم رجال حرب و لا أصحاب قضية فكان من الطبيعي أن تعتقدوا أننا مثلكم يمكن أن ننسى دماء أبناء شعبنا أو نساوم مثلكم في صفقات تعويضية هي أهم ما يمكن أن تكسبوه من حرب لا تملكون أي مقوم لكسب أي جولة فيها حتى لو استمرت ألف عام.
على جيشنا و شعبنا أن لا يعتذر لهذه المرتزقة الإفريقية المسلحة التي عاثت في أرضنا قتلا و نهبا مدة عقود من الزمن..
على السلطات القضائية أن تنتهز هذه الفرصة لإصدار أحكام موازية لجرائمهم في حق شعبنا البريء . و لا يهم بعدها أن تمنحهم السلطات عفوا عاما أو جزئيا ، فتلك قضية سياسية يمكن فهمها ، عكس عدم محاكمتهم غير المبرر بأي منطق ..
على كل من يقفون اليوم مع افلام ضد بلدنا مثل الإخوان و إيرا و غيرهم أن يفهموا أنهم مجرمون مثلهم في حق بلدنا و ضحايا شعبنا العزل ..
و مخطئ من يعتقد أن جيشنا يمكن أن يعتذر عن مواجهة أي عدو يحمل السلاح ضد شعبنا حتى لو وقف معه العالم أجمع ..
كل ما تسمونه اليوم بملف الإرث الإنساني (الملفق) ، كان بسبب جرائم أصحابه الموثقة بالتفاصيل و هم من يجب أن يعتذروا اليوم لجيشنا البطل و للشعب الموريتاني المتسامح ..
و من المؤكد أن افلام لن تعتذر لنا الآن عن جرائمها في حق شعبنا و بلدنا لأنها تعتبر نفسها الآن في استراحة محارب لهذا مازال إعلامها إعلام حرب و ما زالت تحالفاتها المحلية و الخارجية مبنية على أساس العداء لموريتانيا مثل إيرا و تواصل ..
ما يسميه البعض اليوم “ملف الإرث الإنساني” ما هو في الحقيقة إلا بقايا جراح جرائم عصابة افلام اللا إنسانية ..
*و أكثر من تم شيهم في أفرانهم في شوارع داكار بسبب تحريض افلام كانوا من لحراطين و أكثر من يسيء اليوم إلى لحراطين هو بلا شك من يتضامن مع عصابة افلام الإجرامية لا سيما إذا كان من شريحة لحراطين نفسها التي تحتفل افلام اليوم بمناسبة شيهم في الأفران بداكار..
على جيشنا أن يوزع الرتب و النياشين و أنواط الشجاعة على كل من تتهمهم هذه العصابات المجرمة لأن أولائك هم أبطال جيشنا الحقيقيون و أبناؤه البررة ..
و على كل من يغضبهم مثل هذا الكلام أن يفهموا أن ذلك ما أردناه بالضبط ..
*الكاتب / سيدي علي بلعمش