مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة عسكرية في الأردن وبايدن يتوعد بالرد

قتل ثلاثة من عناصر الجيش الأمريكي الأحد وأصيب 35 آخرون في هجوم بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية وفقا للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي اتهم فصائل مدعومة من إيران بالضلوع في الهجوم متوعدا في الوقت نفسه بالرد. وسارعت إيران بنفي طهران ضلوعها في الهجوم وتحدثت عن "غرض سياسي يهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة". وهذه أول مرة يقتل فيها عسكريون أمريكيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. يأتي ذلك وسط ضغوط من الجمهوريين على بايدن للرد عسكريا على إيران التي يتهمونها بتجاوز الخطوط الحمراء في المنطقة.

أسفر هجوم بطائرة مسيرة الأحد عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين وإصابة عشرات آخرين كانوا متمركزين في شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا، وفق ما أفاد الرئيس جو بايدن الذي اتهم جماعات مدعومة من إيران بتنفيذه.

وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش الأمريكي وإصابة 34 آخرين على الأقل في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في الأردن حمل الرئيس جو بايدن مسؤوليته إلى فصائل مدعومة من إيران، متوعدا بالرد.

وهذه المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أمريكيون بنيران مُعادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. ويُفاقم الهجوم التوترات في المنطقة ويغذي المخاوف من توسع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران في شكل مباشر.

وقال بايدن في بيان "بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أن جماعات مسلحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفذته".

ونفت إيران الإثنين ضلوعها في الهجوم. ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله إن "هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة"، وذلك تعقيبا منه على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون دعا فيه طهران إلى "وقف التصعيد".

وقالت حركة حماس على لسان القيادي سامي أبو زهري إن مقتل الجنود يُظهر أن دعم واشنطن لإسرائيل قد يضعها على خلاف مع العالم الإسلامي بكامله إذا استمرت الحرب في غزة وقد يؤدي ذلك إلى "تفجير كل الأوضاع في المنطقة".

"سنحاسب جميع المسؤولين"

وتابع بايدن "سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يساوِرنكم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها".

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن بحث في التطورات الأحد مع نائبته كامالا هاريس ووزيري الخارجية والدفاع ورئيس السي آي إيه.

وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية أن عدد جرحى الهجوم الذي وقع قرب الحدود السورية بلغ 34 عسكريا أمريكيا أجلي ثمانية منهم خارج الأردن، وقالت إن هويات القتلى ستُحجب إلى حين إخطار عائلاتهم.

إيران تنفي مسؤوليتها عن الهجوم

نفت إيران الإثنين ضلوعها في الهجوم، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسميّة (إرنا).

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله إن "هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة"، وذلك تعقيبا منه على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون دعا فيه طهران إلى "وقف التصعيد" في المنطقة.

وأضاف كنعاني أن هذه الاتهامات "تُظهر أيضا تأثرها بأطراف ثالثة، بما في ذلك النظام الصهيوني قاتل الأطفال"، في إشارة منه إلى إسرائيل التي تخوض حربا ضد حماس في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الإسلامية على الدولة العبريّة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "سبق أن قلنا بوضوح إن جماعات المقاومة في هذه المنطقة ترد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني" وهي "لا تأتمر" بأوامر إيران و"تُقرر أفعالها بناء على مبادئها الخاصة".

الجمهوريون يستعجلون ردا أمريكيا عسكريا

اتهم الجمهوريون بايدن بالسماح بأن تصبح القوات الأمريكية أهدافا سهلة في انتظار إفلات طائرة مسيرة أو صاروخ من دفاعات القواعد العسكرية. ويقولون إن ذلك اليوم جاء أمس الأحد، عندما انفجرت طائرة مسيرة ملغومة قرب ثكنات القاعدة في وقت مبكر من الصباح.

وردا على ذلك، يقولون إن على بايدن هذه المرة أن يضرب إيران.

وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون "لقد ترك قواتنا أهدافا سهلة... الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد القوات الإرهابية الإيرانية في إيران وفي أنحاء الشرق الأوسط".

كما دعا النائب الجمهوري مايك روجرز، الذي يرأس لجنة الرقابة العسكرية الأمريكية في مجلس النواب، إلى اتخاذ إجراء ضد طهران.

وقال روجرز "مر وقت طويل بالفعل، فليقم الرئيس بايدن أخيرا بمحاسبة النظام الإيراني الإرهابي وحلفائه المتطرفين على الهجمات التي نفذوها".

ووصف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يأمل في مواجهة بايدن في الانتخابات الرئاسية هذا العام، الهجوم بأنه "نتيجة لضعف جو بايدن واستسلامه".

وقالت إدارة بايدن إنها تبذل قصارى جهدها لحماية القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

وعبرت سياسية ديمقراطية علانية عن قلقها من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع بين إسرائيل وحماس ضمن نطاق قطاع غزة.

وقالت النائبة الديمقراطية باربرا لي "كما نرى الآن، الأمر يخرج عن نطاق السيطرة. وبدأ يظهر كحرب إقليمية ولسوء الحظ فإن هذا يجعل الولايات المتحدة وقواتنا عرضة للأذى" وجددت الدعوات لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

عارض النائب الديمقراطي سيث مولتون، الذي خدم أربع فترات في العراق كجندي في مشاة البحرية، دعوات الجمهوريين للحرب قائلا "الردع صعب والحرب أسوأ".

وقال مولتون "إلى الصقور الجبناء الذين يدعون إلى الحرب مع إيران، أفعالكم تصب في صالح العدو وأود أن أراكم ترسلون أبناؤكم وبناتكم للقتال... يجب أن يكون لدينا رد فعل استراتيجي فعال وفقا لشروطنا وجدولنا الزمني".

ويحذر خبراء من أن أي ضربات ضد القوات الإيرانية داخل إيران قد تجبر طهران على الرد بقوة بما يصعد الموقف بطريقة قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.

وقال جوناثان لورد مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد إن الضرب مباشرة داخل إيران من شأنه أن يثير تساؤلات لدى طهران بشأن بقاء النظام.

وقال لورد "عندما تفعل الأمور علنا فإن ذلك يشكل تصعيدا كبيرا بالنسبة للإيرانيين".

وقال تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، إن الرد المحتمل سيكون استهداف موقع مهم أو قيادي بارز في جماعات مدعومة من إيران في العراق أو سوريا.

وأضاف "ما حدث هذا الصباح كان على مستوى مختلف تماما عن أي شيء فعله هؤلاء الوكلاء في الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية... (لكن) على الرغم من كل الدعوات لفعل شيء ما داخل إيران، لا أرى أن هذه الإدارة ستبتلع هذا الطعم".

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه إنه من غير الواضح ما قد تكون عليه التأثيرات الثانية والثالثة التي ستترتب على ملاحقة إيران. فما الذي ستحققه لنا مهاجمة إيران؟"

ومع ذلك، يعترف لورد وخبراء آخرون بأن إسرائيل ضربت أهدافا إيرانية في سوريا على مدى سنوات دون أن يوقف ذلك إيران، بما في ذلك قتل أربعة مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني في دمشق في 20 كانون الثاني/يناير.

وضربت الولايات المتحدة أهدافا مرتبطة بإيران خارجها في الأشهر القليلة الماضية. وقال الجيش الأمريكي في تشرين الثاني/نوفمبر إنه ضرب منشأة لا تستخدمها جماعة مدعومة من إيران فحسب بل الحرس الثوري الإيراني نفسه أيضا.

لكن ليستر يقول إن الولايات المتحدة استهدفت إيرانيين خارج إيران من قبل، مثل عملية في 2020 استهدفت الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني ولم ترد طهران إلا خلال فترة زمنية محدودة.

وقال ليستر "لذا إلى حد ما، إذا وجهت ضربة قوية وعلى مستوى عال بما يكفي، فلدينا سجل سابق يظهر أن إيران يمكنها أن تتراجع أولا".

وكالات

29 January 2024