رئاسة الاتحاد الافريقي: حمل بعير ورئيسنا به زعيم ( حمود احمدسالم محمد راره) 

 

لماذا نختار رؤساءنا من بيننا لقيادة البلد؟  ثم لماذا يتم اختيارهم لقيادة القارة؟
تبدو هذه الأسئلة بديهة لدى الكثيرين منا في شقها الأول على الأقل بينما قد تحمل ما يلفت الانتباه حين يتعلق الأمر بالشّق الثاني لأننا لم نتعود على ذلك.
لن أتكلف كثيرا لأسوق العديد من الاجوبة في عملية جرد شامل تتوخى الشمولية وتأخذ منحى الدراسة الاستقصائية لسبب بسيط وهو أن المقام لا يتطلب ذلك بل يتطلب منا التركيز على أكثرها وجاهة.
نحن نختار رؤساءنا لأننا رأينا فيهم دواعي التزكية  والكفاءة والتجربة والحنكة والاتصاف بمؤهلات القيادة ثم لوجاهة برامجهم الانتخابية ومشروع المجتمع الذى تبنوه.
لكن اللذين يكتب لهم حظ وافر من هذه الصفات قلة فهم الصفوة. وحين نسّلم أمرنا إليهم فقد احتطنا لأنفسنا ولشعبنا ولبلدنا وهذا هو عين الحكمة. فهم من سيقود السفينة إلى بر تؤمن لنا فيه الحياة الكريمة وتقام فيه الموازين القسط وتعزز فيه الكرامة والسيادة ويحارب فيه الفساد ويقضى فيه على الفقر والحرمان الهشاشة وتوطد فيه أركان الدولة وتحقق فيه التنمية الشاملة المستدامة.
وهذا هو المسار الذي سار فيه شعبنا حين اختار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مرحلة فارقة.
وحين نتجاوز الي الشّق الثاني والمتعلق بالسؤال الأعم فإن الأمر يأخذ طابعا أكثر عمقا لكون الأمر لا يتعلق بشأن دولة واحدة وإنما بهموم قارة بأكملها.
وتلك لعمري أمانة عظيمة. وإذا كانت قيادة الدولة تتطلب ما سقناه سلفا من الخصال والمؤهلات فكيف بقيادة أزيد من *مائة وخمسين دولة* مجتمعة والممثلة في القارة الإفريقية بأكملها. 
وحين كانت قيادة الدولة هي الصفوة فمن الطبيعي أن تكون قيادة القارة تعدّ صفوة الصفوة.  ولئن كان اختيار قادة الدول يتأتى من شعوبها مباشرة وهي تزكية تبعث الفخر والاعتزاز فإن اختيار قادة القارة لمن يعهد إليه قيادتهم هي في واقع الأمر تزكية ممن اختارتهم شعوبهم وفقا للمعايير المذكورة سلفا وهي بالتالي اعتراف سام فوق العادة وكامل الامتياز . وحين شق الوضع وثقل الحمل وأصبح  الأمر يحتاج إلى العقول الراجحة المتبصرة لم يتردد زعماء القارة في طلب النجدة من فخامة رئيس الجمهورية ليسلموا له القيادة وهم على شأنها مطمئنون.
لا يساورهم الشك في حسن اختيارهم وفي قدرة كفاءة من أوكلوا إليه هذه الأمانة الجسمية. 
إنه بالفعل حمل بعير ورئيسنا به زعيم

26 May 2024