بنزيمة يصنع الحدث بـ"البرنوس الجزائري".. ما قصة هذا اللباس؟
مواقع التواصل الاجتماعي تداولت باحتفاء واسع صور لاعب الاتحاد السعودي كريم بنزيمة وهو يرتدي في محطتين اثنتين من زيارته إلى بلد مسقط رأس والديه العباءة التقليدية الأشهر بالجزائر.
عاد "البرنوس" (لباس تقليدي جزائري) ليتصدر الحدث بعدما ارتداه نجم كرة القدم العالمي ذو الأصول الجزائرية، كريم بنزيمة في ولايتين مختلفتين وهما بجاية ووهران في إطار أول زيارة يقوم بها إلى بلد أجداده منذ السبت الماضي.
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر باحتفاء واسع لصور لاعب الاتحاد السعودي، كريم بنزيمة (37 عاما) وهو يرتدي في محطتين اثنتين من زيارته إلى بلد مسقط رأس والديه العباءة التقليدية الأشهر في هذا البلد المغاربي وهي "البرنوس".
ترويج واحتفاء بالعباءة التقليدية
بمجرد نزول الطائرة التي كانت تقله إلى محافظة بجاية مع الساعات الأولى لبداية جولته في الجزائر تم إهداء كريم بنزيمة برنوسا أبيض، وعند نزوله على عاصمة الغرب الجزائري وهران بعد ذلك تم إلباسه برنوسا آخر بلون بني في لفتة عكست مدى الترحاب والضيافة التي أولتها الجزائر لهذا النجم العالمي.
وقد أكد العديد من الجزائريين في تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي أن ارتداء نجم ذي سمعة عالمية بحجم كريم بنزيمة لأحد الألبسة التقليدية الأكثر شهرة عندهم بإمكانه المساهمة في التعريف بالثراء الثقافي لبلدهم وتعزيزه على الصعيد العالمي.
فيما استحسن آخرون الخطوة كون هذا اللباس موروثا محليا جزائريا أصيلا، وقاسما مشتركا بين جميع الجزائريين ولا بد من العمل على المحافظة عليه بالمواصلة على ارتدائه والتعريف به في الداخل والخارج.
وقد عبر صاحب الكرة الذهبية لسنة 2022 عن إشادته بحسن الاستقبال الذي حظي بالجزائر، فيما يواصل زيارته لبلد والديه، ومن المقرر أن يحضر غدا الخميس مباراة الجزائر ضد غينيا برسم الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026.
ما قصة "البرنوس"؟
يعتبر "البرنوس" من الألبسة الرجالية التقليدية التي مازالت حاضرة بين الجزائريين رغم تاريخه الممتد وتنوعه شكلا ولونا بين مختلف محافظات البلاد.
وهو عبارة عن عباءة طويلة من الصوف أو الوبر، لها غطاء رأس وليس له أكمام، يكون مفتوحا من الأسفل إلى أعلى الصدر.
وقد ظل هذا اللباس ملازما للجزائري خاصة في الأفراح مثل يوم زفافه، كما أنه ظل ملتصقا بقيم الشموخ والعزة، إذ يُلبس صاحبه مهابة من نوع خاص، حتى إن هناك من يصفه بـ"سيد الألبسة الجزائرية" ويربطه بقادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، ففي أذهان الجزائريين صورة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر وهو يرتديه.
كما تحول في السنوات الأخيرة إلى رمز ثقافي يمثل الجزائر في الخارج، عندما ظهر الكثير من السفراء الجزائريين يرتدون "البرنوس" الأصيل عند تقديمهم أوراق اعتمادهم لدى سلطات الدول التي تستقبلهم.
وعلاوة على قيمة الأصالة والعزة التي يحملها هذا اللباس، فقد تحول بالمقابل خلال الأعوام الأخيرة إلى رمز للكرم والجود، إذ بات يهدى إلى ضيوف البلاد من الشخصيات التي تحظى باحترام وتقدير الجزائريين.