"لوحات على الطين".. أواني عفوية سعيدة
أواني جنيفر روكلين الكبيرة المصنوعة يدوياً من الطين، في معرضها الفردي "لوحات على الطين"، في صالة (Hauser & Wirth) نيويورك، هي نوع من الفنون المفتوحة، المرتبطة بالطبيعة والأرض، المليئة بالألوان والحياة.
تصنع الفنانة Jennifer Rochlin أواني أو "مزهريات" كبيرة بتقنية اللف اليدوي، ثم ترسم عليها مشاهد من الحياة والقصص التي تريد سردها. سواء كانت تشير إلى الطبيعة أو العائلة أو الأصدقاء أو الذكريات والأعمال الفنية التي تحبها، إذ تبدو لوحاتها حميمة وخاصة، لكنها عالمية في الوقت نفسه.
جاءت روكلين إلى صناعة الخزف منذ عقدين، وأصبحت هذه المادة تشكّل لوحتها القماشية المفضلة. تصنع أوعيتها بشكل عفوي وغير مخطط، وتقوم بتشكيل الطين وصياغته بطريقة تحافظ على سلامة هيكله، لكنها غالباً لا تلتزم بالشكل المحدّد.
بمجرد الانتهاء من الوعاء، تفكّر الفنانة في ما سترسمه عليه من تصاميم وأفكار، إذ يحدد الشكل الطيني الرسومات.
تختار روشلين صورها لتزيين كل وعاء بطريقة بشكل حدسي، وبناء على أفكارها أو عواطفها الحالية. وهي تدعو الآخرين إلى وضع علاماتهم الخاصة على بعض القطع، سواء بالرسم على الطين أو عن طريق الخدش.
في استوديو السيراميك الخاص بها، وهو عبارة عن مرآب سابق، تقوم الفنانة المولودة في بالتيمور بتشكيل أواني الطين، وتصوّر كل شيء عليها، بدءاً من نباتات كاليفورنيا إلى الأصدقاء والعشاق، والأيقونات النسوية، ومعالم لوس أنجلوس، بأسلوب يذكّرنا بالفنان ماتيس في أواخر العصر.
تقول الفنانة لموقع "آرت نيوز": "أبدأ برسم الشكل الذي أريده للوعاء. يعتمد ذلك عادةً على الأشكال الأخرى التي أستخدمها. أحب إنشاء مجموعة متنوّعة من الأحجام والأشكال تكون جميعها في حوار مع بعضها. وفي بعض الأحيان يقرّر الطين عني، ونادراً ما تسير الأمور كما أريد".
تضيف: "الفكرة تأتي عادة من رؤية الوعاء يتشكّل، أو من خلال ما يحدث في حياتي، أو قصة معينة أريد أن أرويها. كما أحب أن يضع الآخرون لمساتهم عليها، وما لاحظته هو أن خربشات كل شخص مختلفة، وبالتالي فإن علاماتهم مختلفة، الأمر يشبه مجتمعاً كاملاً".
تعتبر روكلين أن عملها "يعود إلى تقليد له تاريخ طويل، ولا يزال مناسباً في عصرنا. ومع وجود الإنستغرام والهواتف. أعتقد أنه كلما زاد عدد المنتجات اليدوية كلما كان ذلك أفضل. كلما تمكّنت من رؤية شيء مصنوع من التراب والماء والنار، فإنه يصمد أمام اختبار الزمن. وأنا سعيدة لأن الناس ما زالوا يهتمون بذلك".
الشرق للأخبار