الكتاب والمفكرون في نخبة الموالاة - السبات العميق !؟ / شيخنا حجبو
إن اكثر ما يحيرني حقيقة هو هذا السبات العميق الذي تُساكنه النخبة في مولاة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، وخاصة الكتاب والمفكرون منها.
فقد اثار استغرابي حقا غياب اقلامها ومساهماتها الفكرية والثقافية في النقاش الذي يحصل من حين لآخر، في وسائل الاعلام المختلفة ،مسموعة كانت ام مرئية او في شبكات التواصل الاجتماعي، في تنوير الرأي العام بمنجزات السيد الرئيس في ماموريته المنقضية أو المساهمة في تشكيل رأى عام وطني مساند بشكل دائم له.
فقد غابت مساهمة هذه الفئة من الموالاة في التقييم الإيجابي للمامورية المنتهية ، وهي غائبة الآن ايضا عن مواكبته ،فرغم وجود برنامج طموح ،تقدم به مرشحها منذ أيام،لا تسمع ولا ترى اية مساهمة لهذه الفئة لذكر هذا البرنامج ،أحرى التنويه به وتنوير الرأي العام بعمق وكثافة وغِنى حمولته لمستقبل البلاد والعباد ، وما يحمله من رؤية متبصرة وواعدة بمستقبل من الرخاء للناس والمجتمع ، كأنما هي قد أصيبت بجمود القوى الذهنية،و في الوقت الذي كان من المفروض فيه ان تشكل رافعة قوية للسيد الرئيس ، تشخص الواقعة وتحلله، وتبين كيف كان قبله وكيف صار مع حكمه ، وتستعرض التدابير التي قام بها والمنجزات التي حققها في جميع نواحي الحياة ،تجد هذه الفئة تتفرج على المشهد ، وتتركه على مساره دون ان تحرك ساكنا ، بل تسلمه لأشخاص بعدد الأصابع،يسممون الرأي العام بالمعلومات المغلوطة وبالحجج الواهية التي لا تستند على اي معطى واقعى .
وعند ذكر اسباب سبات هذة الفئة من نخبة السيد الرئيس ، وعدم اكتراثها بالمسؤولية المتوقعة منها ، والمساندة المنتظرة منها ، يكفيك ان تعلم أن المرشح تقدم للشعب تحت إلحاح قواه الحية وغالبية منه برسالة أعلن فيها قراره بالترشح
لمامورية ثانية ، وتقدم منذ أيام ببرنامج انتخابي غاية في الطموح والإستشراف الواعد للمجتمع والدولة، رغم ذلك لا تجد هذه النخبة قد اهتمت بكلا الأمرين، لا برسالة الترشح ولا ببرنامجه الانتخابي المقدم للمامورية الثانية ،فلا تجد في المكتوب ولا في المرأى، ولا في المسوع، اي ذكر لهذه الأمور، تقدمه هذه النخبة وخاصة مفكروها وكتابها الا النزر القليل منها ، تُري ما السبب في ذلك ؟ اهم ينتظرون ان يطلب منهم الرئيس ذلك ليترتب على مساهماتهم ثمن ما ؟
ام ان غياب مساهماتهم ناتج عن عدم تحمل المسؤولية اتجاه الشعب والدولة ؟ ام ان لذلك اسباب أخرى!؟
وايا كانت الأسباب،فإن المُرجح منها ، هو سيكولوجية الترقب والانتظار لفعل ما ،قد يضفي عباءة عليهم ليسيل مداد اقلامهم ويجلسوا على كراسي النقاش على طاولات تُعدد المنجزات وتدافع عنها ،وتستبشر خيرا ببرنامج المرشح الذي أعلن عنه !؟
الحقيقة ان شيئا واحد مهما ، قد فات على هذه الفئة فهمه ، ولم تنتبه له ، وهو ان الرئيس ليس من عادته ان يطلب ، لا من السياسيين ولا من المفكرين ولا من الكتاب ...، ان يقوموا بمهامهم التي من الواجب عليهم كنخبة داعمة وموالية ، ان يقوموا بها ،لأنه يرى ان ذلك _ ببساطة _ ينتقص منهم ، والرئيس لاينتقص من اي مواطن حتى ، ولكن كان من الحاصل عنده انه عندما فتح الباب على مصراعيه للجميع، وبنى خيمة الجميع موالاة ومعاضة ، وحرصة على حماية الوطن وأمنه واستقر
حاله اي الوطن ، ان الجميع سيدرك ان الرئيس بذلك أراد أن يقول للجميع ،تفضلوا لبناء بلدكم ولكل منكم ان يقدم مهاراته لخدمة وطنه ، المعارض يقدم مهاراته في أساليب عمله ،نقده ومسائلته للذين يتولون أمر الوطن وتدبير عيش
الشعب وتامين أمنه الصحي ... والموالي يقدم مهاراته في الدفاع عن المنجزات ويسفه اي تضليل او ادعاء للمعارض ينتقص من تلك المنجزات او يتجاهل اسباب عدم القدرة على تحقيق بعض من تطلعات الشعب لأسباب
متعلقة بالدولة وبامكاناتها .
هذا ما كان يعتقد الرئيس انه هو المناخ السليم والصحيح في أمور الحكم وفي الكيفية التي يجب أن تساس بها أمور المجتمعات والدول، وهو صحيح وسليم حقا ، وعندما يكون كذلك
فليس من المتوقع ان يأمر الرئيس او يطلب من النخبة ومن فئتها المفكرة والكاتبة ان تقوم بدورها اتجاه المجتمع والدولة واتجاه من تواليه بالولاء ،لان هذا المناخ كاف وحده ليدفع
بالجميع للقيام بدوره ، ولكن عندما تجد المعارضة تستثمر فيه أقصى الاستثمار ، ولا تجد الموالاة تستثمر فيه لصالح صفها
باعتبارها المسؤولة عن المجتمع والدولة في الوقت الحاضر ، يُحسب عليها ولها كل نجاح او فشل لأنها هي من تتولي الأمر، فإن ذلك سيثير استغرابك ولن تتردد في القول ان فئة الكتاب والمفكرين من نخبة المولاة مصابة بسبات عميق حقا ، او بجمود الذهنية، او هي لا تكترث او غير مبالية بالامور !؟
هذه مجرد إثارة لموضوع النخبة
وحالها ،فهل انت ترى التقييم ملامس لحقيقتها؟
يتبع لاحقا .