ولايات الشرق الخزان الاستراتيجي المهدد بفوضى نقل الناخبين
وكالة لبجاوي/ تشكل الولايات الشرقية الثلاث الحوضين ولعصابه خزانا انتخابيا هائلا يحسم التنافس ويرجح الكفة لمن ضمن ولاءه في أي انتخابات برلمانية أو رئاسية، ودائما ما يصطف هذا الخزان إلى جانب حكام البلد المتعاقبين.
ومن الواضح أن اصطفاف هذا الخزان مع فخامة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني المرشح لعهدة رئاسية ثانية وصل أعلى مستوياته غير المسبوقة من الدعم والمساندة والاستعداد لنجاحه بالأغلبية الساحقة في الشوط الأول من المأمورية الثانية، كما يتضح من جولة الرئيس للولايات الشرقية الثلاث فقط.
غير أن هناك بعض الظواهر التي أًصبحت تستنزف هذا الخزان الانتخابي الاستراتيجي تتمثل في ظاهرة نقل وتنقل الناخبين، تلك الظاهرة التي أتاحت لبعض الأطر والفاعلين السياسيين والاجتماعيين من سكان نواكشوط وما جاورها استنزاف الخزان الانتخابي الشرقي، وإحصاء الآلاف منه في نواكشوط وما جاورها، فضلا عن الفوضى المتمثلة في حرية تنقل الناخبين بين المقاطعات والدوائر الانتخابية؛ سواء داخل مقاطعات هذه الولايات أو في الوطن عموما، إلى درجة أصبحت تشكل تلاعبا واضحا بالمؤهلات الانتخابية للدوائر ،كما تشكل خطرا على التنافس الإيجابي بين السياسيين وأحقية وجدارة كل منهم داخل دائرته الانتخابية المحسوبة عليه.
الأمر يحتم على النواب والعمد والجميع المنتخبين تحمل مسؤولية وتكاليف نقل جميع من تم تسجيلهم خارج أماكن وجودهم في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية الماضية إلى مكاتب التصويت في الانتخابات الرئاسية دعما ومساندة لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في السباق الحالي.
وبالإضافة لحتمية هذه القضية يرى المراقبون السياسيون أنه بات من الضروري الملح سد هذه الثغرة الانتخابية بشكل سريع، ووضح حد نهائي لهذه الفوضى والتلاعب الفج بالقواعد الانتخابية على حساب التوازن الديمغرافي المعروف في الولايات والمقاطعات والدوائر الانتخابية على عموم التراب الوطني، مما يقتضي إنصاف السكان والفاعلين السياسيين على أساس ديمغرافي سياسي واضح وشفاف، إذ أن السماح للناخبين بحرية الانتخاب من خارج دوائرهم الانتخابية لا تعني غير المقيمين منهم خارج دوائرهم الأصلية، أما نقلهم للتسجيل والتصويت خارج دوائرهم على شكل مجاميع انتخابية فهذا تلاعب لا مبرر.