"ناقوس الخطر".. منصات الفتن/ بقلم شيخنا سيد محمد
امن واستقرار الوطن من الثوابت الإيمانية وليس سلعة للمتاجرة والمزايدة مثله كالدين لا مزايدة فيه فالثوابت الوطنية هي الحفاظ على الوطن ومكاسبه وأمنه وقد قال الله عز وجل (والفتنة أشد من القتل)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)
وعن أبي هريرة: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ اللِّسانُ فيها كوقع السّيف".
ولابن ماجه: عن ابن عمر: مرفوعاً: "إيّاكم والْفِتَنَ؛ فإنّ اللِّسانَ فيها مثل وقع السّيف".
ولَهما، عن أبي هريرة: أنّه سَمِع رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّجلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكِلْمَةِ، لا يُلْقِي لَها بالاً، يَهْوي بَها فِي النّار، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد يستهين البعض بما يثار من غبار الفتنة على منصات التواصل الاجتماعي ، على اعتبار أن أثره حقير، وفعله فى النفوس هين، يمكن التغلب عليه فى وقت قصير، والباطل بغير شك ضعيف الجذور، وإن انتفشت أغصانه، وامتدت ظلاله، ولكنه إن طال أمده، وفترت النفوس عن مقاومته، ترسب فى قعر الحياة وأحدث آثارا ضارة فى البناء الاجتماعى والسلوكى للمواطن ، ولذا فإن علينا سد كل باب للفتنة مهما كان صغيرا، ودرء الشر عن حياة الناس ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، دون استهانة بأى انحراف أو ميل عن الطريق المستقيم، فبداية الانحراف تبدأ بخطوة ،ومعظم النار من مستصغر الشرر،
يطرح موضوع تفشي خطاب التحريض والعنف عبر منصات التواصل الاجتماعي ، الكثير من الأسئلة والاستفسارات والقضايا المتداخلة، ويبدو أن طبيعة التطورات والتحولات وتفاعلاته التي جرت في السنوات الأخيرة وتعامل الدولة معها بطريقة الرفق والمودة وافساح المجال أمام كافة الآراء كانت حافزاً لاصحاب العقول المريضة في ركوب موجة الخطاب واخذه منعرج خطير واستغلاله مما ينذر بتنامي الكراهية والنفور من الآخر .ويشكل تهديداً للقيَم الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسلام والتعايش بين أفراد المجتمع الواحد على حد السواء.
وكمسألة مبدأ، يجب على المجتمعات المعاصرة والمتحضرة مواجهة خطاب الكراهية عند كل منعطف؛ فالسكوت عنه يمكن أن يوحي بعدم الاكتراث لمظاهر التعصب وعدم التسامح، حتى لا تتفاقم الأوضاع
ان وقوف الدولة موقف المتفرج دون تحريك ساكن من طرف السلطات لردع "أي نوع من التواصل، الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة ازدرائية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الهوية، وبعبارة أخرى، على أساس العرق أو اللون أو الأصل أو أحد العوامل الأخرى المحددة للهوية". ينذر بخطر الخطاب الذي كثيراً ما يستمدّ جذوره من مشاعر التعصب والكراهية التي تغذيها في الوقت نفسه، مجموعة تستغله لتأجيج الخوف والانقسام، لغرض تحقيق مكسب سياسي، وتكون تكلفته باهظة على المجتمعات المحلية والمجتمع ككل. فخطاب الكراهية يحرض على العنف، ويفاقم التوترات، ويعيق الجهود الرامية إلى النهوض بالبلاد وهو إحدى علامات الإنذار بحدوث جرائم وحشية. تفقد السيطرة وتجعل البلاد في وضع لاتحمد عواقبه
ان عدم اخذ السلطات مسؤوليتها ضد من يبثون الخطاب الذي ينطوي على الإذلال مما يعزز التمييز والوصم والتهميش.ويؤدي إلى الانقسامات لم يعد مقبولا كما أنه لم يعد مقبولا تجاهلها خطر منصات التواصل الاجتماعي التي تعمل علي تضخيم الخطاب ونشره بسرعة البرق .لتتغذى مشاعر الكراهية لدى الأفراد و الجماعات، باستغلال الجانب الغرائزي والانتماءات الضيقة والهويات المغلقة التي تقوم على التعصب بادعاء الأفضليات وامتلاك الحقيقة تحت مسوّغات عرقية أو طائفية أو عشائرية لتنمي الشكوك وتزرع الأحقاد بين الناس؛ لأنها تقوم على ادعاءات التفوق، فيصبح (الآخر)، أي آخر، خصماً أو عدواً "وكل غريب مريب"، وبالتالي فهو لا يستحق ذات المكانة التي ينتمي إليها الفرد أو المجموعة. فالتعصب يتضمن الرغبة في الإقصاء والإلغاء والتهميش، والحط من قدر الآخر؛ وذلك قبل أن يتحول إلى فعل أو سلوك، فيصبح خطراً حين ينتقل من التفكير إلى التنفيذ فيتحول إلى تطرف،
العنف و الكراهية سمة من سمات البشر، وتؤثر بطريقة أو بأخرى على تصرفاتهم وما يصدر عنهم، في غياب ردع القانون وتجاهل المشرع وتختلف من إنسان لآخر. وينشأ الكره نتيجة تعارض الشيء المكروه مع حاجات الفرد ودوافعه وتتفاوت في ما تتضمنه من حق وباطل، وخير وشر، وفضيلة ورذيلة. لاكن الأهم الان هو ان خطاب الكراهية يتطلب أولاً رصده وتحليله لفهم ديناميكياته بشكل كامل. نظرًا لأن انتشار لغة الكراهية وصلت مرحلة الخطورة ويمكن أن تكون نذيرًا مبكرًا للعنف. كما ينبغي محاسبة مستغلي خطاب الكراهية من أجل وضع حد للإفلات من العقاب.
وحظر اي خطاب يتسم بانفعالات حادة وغير عقلانية من العداء والمقت والاحتقار تجاه الأشخاص أو المجموعات لان الكراهية لا تأتي بالوراثة، بل تأتي بالتحريض ونشر خطاب العنف خصوصا واننا امام مرحلة سياسية بحاجة فيها الي ضبط المسار ووضع القواعد حتي يفهم الجميع انه ليست هناك حرية مطلق
وانه تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين
فكيف حين يصل الأمر إلي أمن بلد وشعب وكما قال “ (مارتن لوثر كينغ).
”يجب علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة، أو نهلك جميعاً كالحمقى
ها انا ادق ناقوس خطر منصات الفتن ونشر الحقد والكراھية فهل من مجيب
بقلم شيخنا سيد محمد