أداء راق يؤسس لتوحيد الجهود/ حمود أحمد سالم محمد راره
أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية يونيو 2024، وقد جرت هذه الاستحقاقات في ظروف جد مرضية حيث تنافس سبعة مرشحين بحرية تامة وسخرت لها الدولة الإمكانيات الضرورية دون أن يلاحظ أي تقصير أو خلل.
طيلة الحملة الانتخابية لم يصدر عن أي مرشح ما يخدش الذوق العام أو عبارات نابية تجاه أي طرف.
وعلى صعيد العملية الانتخابية، جرى الاقتراع في ظروف مثالية حيث لم تسجل أية حوادث وتم إعداد المحاضر في الوقت المناسب، وهذا ما مكن اللجنة المستقلة للانتخابات من إعلان النتائج في وقت سريع.
وقد تحلى الشعب الموريتاني بسلوك ينم عن تقاليد عريقة في ممارسة اللعبة الديمقراطية تعكس وعيا حضاريا يستحق الإشادة والتنويه.
وعلى الرغم من المنافسة التي جرت واستخدمت فيها شتى الوسائل التي يسمح بها القانون في جو من السكينة والوئام يستحق التثمين وينبئ بأننا أصبحنا من الاقطاب الأساسية في السيرورة الانتخابية التي تعطي دروسا حية في الفعل الديمقراطي المتجذر.
وهذا ما يبعث في النفس الفخر والاعتزاز، إذ ليس من البديهي أن تسير الأمور في مثل هذه الحالات على ما يرام بل في أحايين وفي بعض البلدان يؤول الأمر، والعياذ بالله، إلى الاضطرابات الداخلية.
ونحن وبحمد الله وبفعل حكمة إدارتنا ونضج شعبنا استطعنا أن نعبر الى بر الأمان ليختار شعبنا من سيقوده لخمس سنوات مقبلات، ستكون إن شاء الله خيرا وبركة وستخطو فيهم بلادنا إلي عهد أكثر ازدهارا ونماء.
إن الفائز الحقيقي في هذه الاستحقاقات هو الشعب الموريتاني بأكمله دون أي تمييز سواء كان مع من انتخب أو مع غيره من المتنافسين الذين هم في النهاية أبناء الوطن ويريدون له كل خير.
إن ما علينا فعله اليوم لكي نتم المسار هو الانخراط في بوتقة واحدة حتى تنصهر الجهود لخدمة الوطن بعيدا عن النأي بالنفس أو خلق العقبات التي هي في واقع أمر فعل مشين ولا يليق بنا كشعب واع يعرف مصالحه وقد وكلها لمن هو أهل لها.