ولد محمد لقظف.. الوزير الهادئ والشخصية التوافقية في موريتانيا
حين أطلّ على المشهد السياسي في موريتانيا كان البلد يعيش تجاذبات سياسية قوية ولغة التخوين والاتهامات على أشدها،،
حسِب البعض الدكتور مولاي ولد محمد لقظف من صنف وزراء الإساءة والاستعلاء والاستكبار في الأرض بغير الحق، لمَ لا والرجل كُلّف بمنصب الوزير الأول في فترة حرجة، وأصوات الحكمة والتعقل قليلة ومبحوحة آنذاك، فكان أن لزم منصبه بصبر جميل وكظم للغيظ واطّراح للكبرياء، علّه يُساهم في رتق فتق آخذ في الاتساع والتمدد..
تزاحمت عند بابه حشود المُهنّئين من شتى بقاع الوطن كما العادة دائما، وكان من المفارقة أن الرجل القادم لتوه من أروقة الدبلوماسية ومُساكنة الأمم المتحضرة، استغرب من تلك الحشود خصوصا وأنه لم يألف المشهد ، يقول ولد محمد لقظف " إنه لم يتصور أن تترى أفواج المواطنين زرافات ووحدانا على أبواب المُعينين لتهنئتهم بالمنصب، وإنه لما شاهد جموعا من المواطنين أمام منزله في اليوم الأول حسبهم متظاهرون ضده"
حافظ الوزير مولاي ولد محمد لقظف على علاقات طيبة بأبرز نخب البلد بما فيها تلك المعارضة،واستطاع أن ينأى بنفسه عن الصراعات البينية والنزول في وحل "اللوبيات" داخل أجهزة السلطة السياسية والإدارية، وظل ممسكا بخيوط الأمل لإيجاد أرضية مشتركة بين الموالاة والمعارضة محاولا في كل مرة إقناع السلطة بمد جسور الحوار مع الجميع،
يقول العارفون به إنه رجل هادئ وصامت يفضل العمل ويقدر الكفاءات ويرفض التعاطي مع الشأن العام من منطلق جهوي أو قبلي، وهو ماجعل البلاد تشهد خلال توليه منصب الوزير الأول نقلة نوعية في مجال البنى التحتية وتشغيل الشباب وإطلاق مشاريع تنموية ضخمة ذات نفع عام، واستطاع إقناع الممولين الدوليين فتدفقت التمويلات الأجنبية على موريتانيا وسالت أودية بقدرها..
لم يبدِ ولد محمد لقظف أي حرص على البقاء في نظام بدأ ينحرف عن المسار الصحيح، وبعد خمسية في الوزارة الأولى حافلة بالعطاء، فضل أن يغادر مرابع النظام بكل هدوء دون الانغماس في مستنقعات الصراع وسوء الحكامة..
وحين ترشح الرئيس غزواني كان من أوائل المؤيدين والمباركين مبديا استعداده لوضع خبرته رهن إشارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ورغبته في العمل معه لما لمس فيه من حرص على مصلحة البلد العليا، وهو ما جعل الرئيس يكلفه بإدارة أبرز الملفات السياسية والإدارية نظرا لهدوئه وأخلاقه وخبرته في التعامل مع مختلف الطيف السياسي والاجتماعي في موريتانيا، الأمر الذي مكن من تجاوز العديد من المطبات وامتصاص الكثير من " المغاضبات" تجاه النظام خصوصا في الفترات الانتخابية الحرجة..
اليوم يتمنى الكثير من الغيورين على مصلحة نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تكليف الدكتور مولاي ولد محمد لقظف بمنصب الوزير الأول في المأمورية الثانية، ويبررون ذلك بأنه شخصية توافقية بعيدة عن التخندقات والمكائد السياسية، ولديه من التجربة والخبرة مايمكنه من لعب دور فعال في إيجاد حلول ناجعة وفورية لمشاكل البلد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وسيكون معاونا جيدا وناصحا أمينا للرئيس غزواني في ظل مأمورية يُعلق عليها الكثيرون آمالا كبيرة ويريدون أن تكون مغايرة لكل ماسبقها على مختلف الأصعدة ..