طاقات شبابيةنظيفة تعمل في صمت نحن اليوم بحاجة اليها

بقلم شيخنا سيد محمد/ هو شخصية سعت للخير، وقامت ونشأت على الخير، وقدمته بكل ما تملك من عطاء وحب وإنسانية وصفاء سريرة، قدم الجميل وحاول أن تقدم الأجمل بكل اقتدار وطاقة،  منذ الصغر نشأ على حب الوطن،  بدون منغصات أو انقطاع إلى العلا دوما، فكان الشعلة  والأمل المتجدد في قطاع صحتنا خصوصا أمراض القلب والشرايين 
نعم إنه الدكتور 
البروفوسور
الكونونيل
 الجراح خالد بن بيه 
 شخص إنساني بما للكلمة من معنى،يعامل مرضاه بلطف ومهنية منقطعة النظير. بين أروقة مستشفى أمراض القلب وبكل تأكيد كل من إلتقى به هناك لا شك أن هذه هي شهادته عنه..
وهو نموذجا مشرفا خدم هذا الوطن وقدم الكثير، ولم يبخل على وطنه بشيء، سواء كان فعلا أو قولا أو عملا خالصا؛ فكان له السبق في الوصول لقلوب ومشاعر كل من ألتقي به بصدق وكل من أصدقه القول والفعل والعمل.
طبيب جراح  ورئيس قسم القلب والشرايين  وهو أحد خريجي فرنسا 2012 بعد وصوله إلى بلده مباشرةً أنشأ قسم جراحة القلب 2013 ومن ساعتها يجري عمليات القلب بشكل منتظم وبشكل رونيني تم اختياره أمينا عاما لهيئة أمراض القلب وبعدها نائب الرئيس ثم رئيسا لها لفترة ثلاث سنوات خلال فترته رئيسا لهيئة أمراض القلب تم تنظيم العديد من المؤتمرات منها اول مؤتمر مغاربي لأمراض القلب ويعد أحد أهم الشخصيات العلمية في مجال أمراض القلب والشرايين آلتي تعمل في صمت بعيداً عن الأضواء 
إنَّ الأمم تقاس بهمم أفرادها ذكرا كان أم أنثى، فكلٌّ في ميدانه وكلٌّ يؤدي عمله بأخلص ما عنده من طاقة واحترام وحب متبادل، فالعمل لا ينجز إلا بحب، والحب لا يكتمل إلا بوجود الطريق الصحيح لتقويته، والبناء الصحيح أيضا لا يكتمل إلا بجهود حثيثة تعمل ليل نهار لإنجاز ما أوكل لها وأن تقوم به عن حب.

إنَّ السعي الدائم لخدمة هذا الوطن منذ الصغر هو الطريق السليم الذي سلكه الدكتورة خالد بن بيه صاحب الكفاءة الوطنية التي كان وجودها مصدرًا للطاقة والعمل بصمت ، 
مثل هذه الكفاءات يُشار إليها بالبنان، لانها  تعمل بصمت لم تلقَ نصيبا من الاحتفاء إلا من المحيطين بها، وكان علينا أن نقدِّم لهم كلمة شكر عميقة؛ سواء عرفناهم عن قرب أم لم نعرفهم، 
 الطاقات التي تخدم المجتمع في صمت بعيداً عن الأضواء كثيرة، ولا يمكن حصرها في قالب معين، ففي السلك العسكري هناك كفاءات كثيرة، والمجال التعليمي والهندسي والزراعي والعمل الميداني والأعمال التطوعية، وأصغر عامل في الشارع يحمل المخلفات التي رُميت والتي كان تراكمها أمرًا ليس بحضاري وغير مسؤول من بعض العقليات التي لا تفكر في العواقب لتأتي وترمي تلك المخلفات، فيأتي ذلك العامل وينحني في الشارع وفي الشمس الحارقة لينظف المكان، مثل ذلك ترفع له القبعة، قد نكون لا نعرفهم، لكننا نراهم باستمرار، وقد يكون مرورنا عليهم سريعا لكنهم يعملون بجد واجتهاد ليحافظوا على البيئة الموريتانية جميلة ونظيفة ومرتبة، لتعكس صورة لكل مقيم وزائر أنَّ بلادنا مرآتنا، وأن هناك من يعمل ليل نهار في كل المجالات جوا وبحرا وبرا لخدمة أرضنا.

إنَّ الضوء يجب أن يُسلط علي أمثال هؤلاء، ويجب أن تكون هناك لجنة خاصة عملها الرئيسي هو إيجاد تلك الكفاءات الوطنية وتكريمها والاحتفاء بها ليكون هناك نوع من ضخ الدماء وتشجيعها على العطاء والبذل أكثر، فما أجمل أن يكرم المرء في مجاله الذي أبدع فيه، وما أجمل أن يأتي التكريم من بلده ومن رئيسه ، فهذه الكفاءات جميعها تستحق أن نراها على منصات التكريم الآن وليس بعد مماتها، هذا إن ذكرها أحد بعد ذلك. فتقديم الشكر لله أولا، ومن ثم للذين يبذلون وقتهم وجهودهم وأفكارهم وعطاءهم وأعمارهم وطاقاتهم الإنتاجية في سبيل بناء الوطن.

إنَّ الشعوب التي تسعى للعمل المخلص، يجب أن تكون مثل هذه الكفاءات نصب أعينهم لأنهم  يسعون الي رفعت الوطن وخدمته وتقديم كل ما من شأنه رفعته وتمثيله في مختلف المحافل والمناسبات ومختلف الظروف الاستثنائية، كان للوطن حق تقديم الشكر والعرفان لهم ولقلوبهم وعقولهم وطاقاتهم وجميع إمكانياتهم التي تم تسخيرها لرفعة اسم موريتانيا عاليا، ولتمثيل الشعب الموريتاني ولإيصال كلمة حق كان صداها يتردَّد في كل سانحة، لتظل تلك الكفاءات يُشار إليها بالبنان.
البلد اليوم تحتاج إلي مثل هذه الكفاءات الشبابية الوطنية آلتي تعمل بصدق وإخلاص وصمت بعيدا عن الأضواء في ظل مرحلة شبابية قادمة 

29 July 2024