مأمورية الشباب/ محمد يحي ابيه
بين يدي الحكومة الجديدة المتوقعة, لا أرى سببا سياسيا مقنعا لتعيين حكومة شابة بمعناها العمري, ولا أتوقع مسحا لطاولة الحكومة الحالية, وأظن أن المعنى الذي قصده الرئيس خلال حملته من مأمورية الشباب وكرره مرات, لم يكن إطلاقا تشكيل الحكومة من الشباب, فالوزارة منصب يحتاج معرفة وتجربة وخبرة, والوزير - خاصة الجديد على المنصب - ربما يكون الحلقة الأضعف, تدار به الأمور دون دراية, ويلقى عليه الفشل ويعود للشارع, والمتتبع لوزراء الخمسية الماضية فقط يدرك الفرق الجلي بين وزير قادم من السلّم الطبيعي للوظيفة أو من مؤسسة تعليم عال, أو منصب فى مؤسسة دولية كبيرة, أو حتى تجربة معتبرة فى عمل خصوصي, وبين غيره من الوزراء وخاصة بعد مغادرة المنصب والعودة لما قبله.
وتقول بعض المصادر إن الرئيس خلال الحملة الانتخابية صرح فى لقاء بإحدى عواصم ولايات الداخل بما يقصده بمأمورية الشباب, موضحا أن الغرض منها تعيين الأطر منهم فى مناصب مناسبة, وترقية الموظفين فى سلم الوظيفة, وتسهيل ولوج سوق العمل وتمويل المشاريع ورعايتها, وإسناد الوزارة لمن وصل إلى مرحلتها.
إن المتتبع للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني وطبيعته فى التعيينات يدرك بكل بساطة أن ليس من سياسته مسح الطاولة إطلاقا, بل ولا العمل بما هو قريب من ذلك, فقد تعود التغيير فى بعض الوزراء وترك آخرين, والمنطق السياسي يقول ذلك.
وبناء على ما سبق فإنني أتوقع بقاء عدد من الوزراء, وتغييرا ربما هو الأكبر منذ تعيين الرئيس حكومته الأولي, لن تغيب فيه الفئة الشابة على رأس الوزارات ولكن حضورها الابرز سيكون فى الإدارات والأمانات العامة، من الأطر الشابة داخل الجهاز الوظيفي أو التي تمتلك تجربة محلية أو دولية.