انطلاق حملة التشجير في فضاء الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير
أشرفت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، اليوم الثلاثاء من قرية الكرامة1 ببلدية مقطع لحجار في ولاية لبراكنة، على اطلاق الحملة الوطنية للتشجير والبذر المباشر على مستوى فضاء الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير لسنة 2024.
وتهدف هذه الحملة إلى غرس 138 ألف شجيرة من الأصناف المحلية في مواقع التثبيت الميكانيكي والبيولوجي للرمال التي تم انشاؤها من طرف الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في ولايات لبراكنة واترارزة ولعصابة وتكانت، إضافة إلى مناطق أخرى واقعة على طول مسار الوكالة في ولايتي الحوضين.
وأوضحت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، في كلمة لها بالمناسبة، أن المحافظة على البيئة تأتي ضمن أولويات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد جسدها في برنامجه الانتخابي “تعهداتي” واقعا ملموسا على صعيد الاستدامة البيئية في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير.
وقالت إن اطلاق هذه الحملة اليوم يمثل محطة هامة في مسار تنفيذ الشق البيئي من برنامج “طموحي للوطن” الذي بشر به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مطلع مأموريته الثانية.
وأكدت أن استدامة الموارد الطبيعية هي مفتاح التنمية الشاملة وأن نجاح جهود المحافظة على البيئة يتطلب مشاركة فعالة من كافة المواطنين، داعية الجميع إلى أن يكونوا شركاء فاعلين في هذه المسيرة الطموحة من أجل بناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال الصاعدة.
ونبهت إلى أن هذه الحملة ليست مجرد نشاط رمزي بل هي خطوة عملية تهدف لاستعادة 2500 هكتار من الأراضي المتدهورة على مسار السور الأخضر الكبير، منها 300 هكتار مخصصة للتشجير بهدف التثبيت البيولوجي للرمال و2200 هكتار ستتم استعادتها من خلال البذر المباشر للأشجار المتأقلمة مع البيئة المحلية.
وبينت أنه سيتم خلال الحملة استخدام طائرات مسيرة وتقنيات حديثة بغية تحسين فعالية البذر، وهو ما يعكس رؤية حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي نحو تبني الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في تنفيذ المشاريع البيئية.
وأبرزت أن التصحر هو واحد من أخطر التحديات التي تواجه بلدنا والمنطقة باكملها، مبينة أنه لا يشكل تهديدا للبيئة فحسب بل ينعكس مباشرة على الأمن الغذائي واستقرار المجتمعات المحلية، مما يتطلب مواجهته تضافر الجهود وتعاون الجميع بدءا بالسلطات الإدارية المحلية والجهوية وصولا إلى السكان.
وجددت التزام الحكومة، ممثلة في قطاع البيئة والتنمية المستدامة، بالمضي قدما من أجل تحقيق الأهداف الطموحة للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير التي تتمثل في استعادة الأراضي المتدهورة وتثمين الموارد الطبيعية المحلية من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان في الأرياف وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق المتأثرة بالتصحر وخلق مزيد من فرص العمل الخضراء خاصة للشباب والنساء.
وأكدت أن الجهود المشتركة للجميع ستظل ركيزة أساسية في تحقيق رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في بناء موريتانيا خضراء ومستدامة.
وبدوره استعرض المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير السيد سيدنا ولد احمد اعل جهود مؤسسته في مجال استعادة الأراضي المتدهورة والمحافظة على الطبيعة على مستوى مناطق التدخل التي يمر عبرها مسار السور الاخضر الكبير.
وقال إن تنظيم هذه الحملة يدخل في إطار النشاطات السنوية للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير لسنة 2024 ويأتي تأكيدا على أن هذا المشروع الطموح لا يقتصر على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الناجمة عن التصحر والتغيرات المناخية.
وتحدث عن طبيعة تدخلات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير على طول شريط يمتد على مسافة 1100 كلم في ست ولايات هي، بالإضافة إلى لبراكنة، اترارزة ولعصابة وتكانت والحوضين عبر استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة زحف الرمال وإنشاء محميات طبيعية لاستعادة الغطاء النباتي إلى جانب مشاريع مدرة للدخل في إطار مزارع نموذجية مندمجة لصالح التعاونيات النسوية.
وقال إن مقاطعة مقطع لحجار استفادت من تدخلات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير حيث شملت تثبيت الرمال على مساحة 580 هكتارا في مناطق الكرامة وصنكرافه والملزم وازمور وعلب الخير ولخزيرة وجونابه إلى جانب إنشاء محميات طبيعية على مساحة 150 هكتارا في قرى كيمي واكرج وامات اسلاين.
وبين أن نسخة هذا العام سيتم استخدام أحدث التقنيات بما في ذلك الطائرات المسيرة وكرات البذور بهدف زيادة نسبة الإنبات والوصول إلى المناطق الوعرة مما يضمن تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين البيئة وتوفير فرص اقتصادية جديدة للسكان مما يعزز التنمية المحلية المستدامة.
أما رئيس جهة لبراكنة السيد المصطفى ولد محمد محمود فقد أشار إلى أن أهمية العناية بالبيئة والحفاظ عليها لم يعد مجالا للنقاش ولم تعد قابلة للتأخير وصارت بشقيها الوقائي والعلاجي ذات أهمية كبيرة لما يترتب عليها من أخطار تذهب إلى حد تهديد وجود البشرية من خلال الإخلال بالتوازنات البيئية والمحافظة على طبيعة تسمح بالعيش في ظروف مناخية وحتى صحية ملائمة.
ونبه إلى أن الوطن بحاجة ماسة إلى الاستغلال الأمثل لثرواته الطبيعية ليستفيد المواطن منها من خلال العائدات المهمة التي تنعكس إيجابا على ظروفه الصحية والتعليمية وكذا البنى التحتية، مبديا ثقته بأن التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحرصه على مصلحة المواطن وانحيازه إلى الطبقات الضعيفة تصب في اتجاه مراجعة التشريعات وملاءمتها مع تطلعات الساكنة في هذه المناطق.
وكان عمدة بلدية مقطع لحجار السيد باب ولد المصطفى ألقى كلمة ثمن فيها هذه الزيارة التي تجسد اهتمام الحكومة بإنجازات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير التي ساهمت في تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية وتحسين الظروف المعيشية للساكنة الهشة.
وقال إن ست قرى تابعة للبلدية استفادت من هذه التدخلات التي شملت، من بين أمور أخرى، إنشاء حوانيت جماعية وتوزيع وحدات إنتاج ساهمت في الحد من الفوارق الاجتماعية.
ودعا إلى دعم توجه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الدفاع عن الوحدة الوطنية والتنمية الشاملة للبلاد.
وتابعت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بعد ذلك عروضا نظرية وملصقات تشرح تدخلات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير وطبيعتها.
كما زارت معالي الوزيرة حانوتا جماعيا لقرية الكرامة (1) فتحته الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، ويضم السلع والمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها المواطن في قوته اليومي، وذلك قبل أن تزور مشتلة لإنتاج الأشجار المحلية تابعة لمزرعة الكرامة النموذجية المندمجة.
كما شاركت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في عين المكان في عمليات تشجير لتثبيت الرمال في موقع قرية الكرامة (1) الذي يضم عشرين هكتارا وعاينت عملية البذر بواسطة طائرة مسيرة تابعة للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير.
وقبل مغادرتها قرية الكرامة (1) تابعت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة عرضا فنيا قدمته مديرة التقييم والرقابة البيئية بالوزارة السيدة خديجة بنت اسنيح حول خطورة المواد الكيماوية المستعملة في عملية استخراج الذهب ضمن الحملة التحسيسية التي أطلقتها وزارة البيئة والتنمية المستدامة حول خطورة المواد الكيماوية المستعملة في عملية استخراج الذهب على مستوى المناطق المأهولة بالسكان والمواشي.
وبينت في عرضها خطورة هذه المواد على صحة الإنسان ومحيطه البيئي على حد سواء.
وقالت إنه بالرغم من أهميتها الاقتصادية في امتصاص البطالة وتوفير الدخل والعملات الصعبة إلا أنها تشكل خطرا خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية على صحة الإنسان والبيئة وأن هذه الخطورة تتفاقم في مناطق توفر الغطاء النباتي وروافد المياه والأنهر.
وجرت فعاليات اطلاق الحملة الوطنية للتشجير على مستوى فضاء الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بحضور والي لبراكنة السيد محمد ولد السالك والسلطات الإدارية المحلية والأمنية وممثلي المجتمع المدني المهتم بالشأن البيئي.