الدراسة في الخارج ضرورة وواجب وقت (رأي ونصيحة)
د. السعد بن الشيخ عبدالله بن بيه/ على نحو موضوعي؛ استنادا إلى قلة الجامعات والتخصصات في بلدنا، ومحدودية وضعف الكوادر وفقر المناهج وانعدام التجهيزات، فإن حاجة بلدنا إلى البعوث الطلابية إلى الخارج هي بمنزلة الضرورة.
● إذ الحاجة ماسة إلى كثير من التخصصات العلمية، لسد الفراغ والعوز الشديد، في المجالات الأكاديمية والبحثية والتخصصية العملية؛ سواء في الطب البشري والبيطري أو الهندسة بمجالاتها التي تصعب على الحصر، وحتى في مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية -والتي نظن ظنا أننا لا نحتاجها- ...الخ التخصصات التي يستحيل حصرها.
● فالأولى أن نفتتح إدارة أو وكالة تعاون مستقلة في مجال التعليم ؛ كل همها أن تبحث لأبنائنا الطلبة عن المنح الدراسية والبرامج التكوينية والتدريبية شرقا وغربا؛ فنبعث بالمئات إلى الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية ...فضلا عن الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكذلك الدول العربية مشرقيا ومغاربيا ذات التجربة العريقة في التعليم، والتي رفدت مسيرتنا التنموية بأفضل الكفاءات العلمية والإدارية؛ سوريا ومصر والعراق والأردن والمغرب وتونس والجزائر ؛ بل والتوجه نحو جامعات الخليج العربي؛ والتي تحوز اليوم مراتب متقدمة على مستوى مؤشرات التنافس الدولي في مجالات التعليم والتكوين .
وأن نعتبر هذه المهمة الجليلة؛ مسؤولية مباشرة بين القطاعات المعنية التعليم العالي ووزارة الشؤون الخارجية؛ في تحديد الأولويات والبحث عن الفرص، وربط الصلات وتوقيع الاتفاقيات بهذا الشأن.
● وأن يدخل هذا كله في إطار خطة حكومية؛ محكمة ومخططة زمنيا، في الرفع من سوية المورد البشري الوطني، وجعله منافسا على مستوى الداخل والخارج ؛ وهو هدف لا تطيقه الجامعة الوحيدة والمحدودة لدينا في البلد .
● وبعد ذلك يمكن التعاون بين المعنيين والمختصين، وذلك في إطار شراكة واعية مع الخارج، من أجل بناء تعليم عال راق وحقيقي وبمعايير العصر، قادرا على تلبية أغلب الاحتياجات الوطنية في مجالات المعارف والعلوم ، بعيدا عن الارتجالية ودعوى السيادة المنتحلة خاصة في هذا المجال !
● وأخيرا؛ فإن فكرة البعوث الخارجية لم تكن لاستجلاب المعرفة فحسب؛ بمعنى التخصص في فرع معرفي غير متوفر في الجامعة الوطنية؛ إنها تتجاوز ذلك، فبالاضافة إلى اكتساب المعرفة والتخصص، فهي تفتح عقول الطلبة على الحياة بكل ما للكلمة من معنى وعمق؛ فدعوا أبناءنا يشمون عبير المعرفة والحياة، في جامعات ومعاهد العالم، ولنبدأ من الآن في بناء الجامعة في موريتانيا مناهج وكوادر وتخصصات ومكتبات ومباني وتجهيزات وحدائق وجماليات.
■■إننا نهيب بالحكومة والقطاع المعني، بمراجعة هذا القرار الطموح، حتى تنضج الظروف وتتطور الأوضاع على النحو الذي أشرنا له آنفا.
كتبه السعد بن عبدالله بن بيه
رئيس مركز مناعة الإقليمي لليقظة الاستراتيجية