عَن حَفْلِ جَائِزَة الجَامِعَة العَرَبِيَّة لِلْقَانُون والقَضَاء..
استضافت موريتانيا يوم أمس الخميس 31 أكتوبر 2024 بتنظيم من وزارة العدل حفْلَ تسليم جائزة جامعة الدول العربية للقانون والقضاء، وهي جائزة أنشأها مجلس وزراء العدل العرب تشجيعا للبحث العلمي في مجال القانون والقضاء..
شَكَّلَ قبول موريتانيا استضافة وتنظيم هذا الحفل قرارا موفقا يعكس تفكيرا رفيعا وحسا وطنيا كبيرا، حقق أهدافا عدة مهمة وأساسية..
نتيجةً للاهتمام الذي أولته الحكومة من أعلى المستويات لهذا الحدث الأكاديمي والدبلوماسي العربي الكبير، والظروف التي أحاطَتْه بها، ثُم بجهود وعمل وزارة العدل كان التنظيم متميزا وناجحا، والاستضافة كريمة ومناسبة، ومعبرة عن الثقافة الموريتانية الأصيلة، فأعطى كل ذلك رسالة جادة عن مستوى تفاعل موريتانيا ودعمها للجهود العربية في مجال البحث العلمي والمعرفي وأساليب تطويره والنهوض به..
وفضلا عن ذلك:
قدَّمت استضافة الحفل للباحثين والأكاديميين الموريتانين هذه الجائزة العربية المهمة وعرّفتهم عليها، وسيتيح لهم ذلك التقدم لها والمنافسة عليها مستقبلا..
وفي نفس الوقت قدّم الحفلُ موريتانيا لنخبة حقوقية وقضائية عربية كبيرة، أعْقَبَتْهُم المشاركة فيه لَهَجًا مُشْرَبًا صدقا بالإشادة بالتنظيم والضيافة وفُرَص التعرف والاستكشاف التي أتاحها..
وأعتقد أن ساعات الحفل القصيرة وفعالياته اعتمدت لموريتانيا سفراء بعدد المشاركين، سينقلب كل منهم إلى بلده ومحيطه ووسطه الأكاديمي والثقافي والدبلوماسي بذكر حسن عن البلاد ودعاية مجانية لها..
وسجَّل الحفل اسم نواكشوط أمام الرقم (2) في سجل استضافة هذه الجائزة الواعدة، بعد بيروت في 2022، وقبل بقية العواصم العربية في السنوات القادمة إن شاء الله..
توسعت نسخة نواكشوط بتنظيم ورشة تكوين علمية في مجال الجريمة السيبرانية وأساليب التحقيقات الجنائية الحديثة فيها، أطَّرَها خبراء متميزون من المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، أجمع المشاركون فيها على مستواها الرفيع..
أتاح لِيَّ الحفلُ مرافقةً للأكاديمي: الكاتب والفيلسوف العراقي معالي الدكتور حسين الهنداوي الذي يشغل الآن منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وكُنْت تعرفت عليه قَبْل اللقاء بواسطة بعض أعماله العلمية والأدبية، فرأيت أحسن مما كنتُ عرفت، وكانت الجلسات معه جولات في معارف وميادين واسعة وفي سيرته المفعمة عِصَامِيّةً وإبداعا، ثم أتحفني ببعض مؤلفاته القيمة، وأظنه سيكتب شيئا عن زيارته..
أحمد عبد الله المصطفى