معارك على الحدود مع النيجر ونيجيريا والكاميرون ومقتل عدد من ضباط الجيش
أفادت مصادر أمنية بمقتل وجرح عدد من ضباط الجيش التشادي بينهم ضابط برتبة لواء، وعدد آخر من الرتب العسكرية العليا بالجيش، في اشتباكات اندلعت مساء أمس السبت بمنطقة البحيرة (غربي البلاد) بمحاذاة الحدود مع النيجر ونيجيريا والكاميرون.
ووفق بيان أصدرته رئاسة الأركان فإن الجيش قتل عددا من مسلحي بوكو حرام دون تفصيل بشأن الخسائر الحكومية بالمعركة التي اندلعت بعد أسبوع من مهاجمة المسلحين موقعا للجيش وقتلهم 40 من القوات الحكومية.
وقد صدر هذا البيان بعد عدة ساعات من إعلان عودة الرئيس محمد إدريس ديبي من منطقة العمليات العسكرية التي أقام فيها أسبوعاً كاملا وحدد 3 أهداف لمهمته، شملت إطلاق عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة المعروفين محليا ببوكو حرام للقضاء عليهم، وإعادة تنظيم صفوف الجيش لتقوية دفاعاته، والتفكير في الانسحاب من القوة المشتركة لبلدان حوض بحيرة تشاد بحجة عدم تعاون البلدان المجاورة لتحقيق الهدف من إنشاء هذه القوة العسكرية.
وقدم الرئيس ديبي -في تغريدة على منصة إكس- تعازيه لعائلات الجنود القتلى في اشتباكات مساء السبت، وأكد أن العملية العسكرية ضد مسلحي بوكو حرام مستمرة وأن الجيش تمكن من القضاء على المجموعة التي حاولت التسلل إلى داخل الأراضي التشادية.
ومنذ هجوم المسلحين على القوات الحكومية الأسبوع الماضي، استخدم الجيش التشادي المسيرات لقصف مواقع قال إنها تتبع بوكو حرام، ونشر التلفزيون الحكومي صور قصف المسيرات لعدة مناطق داخل بحيرة تشاد التي تحدها النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد.
واضطر الناطق باسم الحكومة التشادية لنفي اتهامات بقصف الجيش مدنيين من نيجيريا وميليشيا محلية نيجيرية تعمل على مساعدة القوات الحكومية النيجيرية بهذه المنطقة لمحاربة مسلحي تنظيم الدولة، مؤكدا أنه بالرغم من اتباع المسلحين إستراتيجية التخفي وسط المدنيين من الصيادين داخل البحيرة إلا أن الجيش التشادي نفذ ضرباته بمهنية وقتل العناصر المسلحة فقط.
ولم تتبن حتى الآن أي جهةٍ المسؤولية عن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي وقتل فيه أكثر من 40 جنديا من القوات الحكومية التشادية، إلا أن الحكومة تقول إن مسلحي تنظيم الدولة هم المسؤولون عن هذه الهجمات.
يشار إلى أن المواجهات بين بلدان حوض بحيرة تشاد ومسلحي بوكو حرام مستمرة منذ نحو 15 سنة.
وعام 2009 انطلقت أولى العمليات المسلحة لهذا التنظيم شمال شرقي نيجيريا، ثم توسعت لتشمل النيجر والكاميرون.
وبعد 5 أعوام بدأ الجيش التشادي المشاركة في العمليات ضد بوكو حرام بالكاميرون والنيجر ونيجيريا، وبالمقابل بدأت الجماعة (نفس السنة) تنفيذ عمليات عسكرية بالجزء التشادي من البحيرة وعمليات تفجيرية في العاصمة نجامينا. واستمر الوضع رغم إطلاق القوات التشادية عدة حملات عسكرية بهدف القضاء عليهم.