موريتانيا: ثروات كامنة وخيمة تستحق التماسك/ نقيب المحامين بونا الحسن
اعرف أن توجيهات فخامة الرئيس مأخوذة بعين الاعتبار من طرف الوزير الاول المختار ولد اجاي وحكومته التي ضمت كفاءات صاعدة؛ومع ذلك تبقى مسؤولية تدارك الخيمة قبل تقويض أركانها ،جماعية
موريتانيا ليست هذا البلد الذي تمتد حدوده عبر الصحارى والوديان، تختزن أرضه ثروات طبيعية هائلة وتزخر تركيبته الاجتماعية بتنوع ثقافي وإرث حضاري لا يضاهى ،انما هي موقع حضاري شكل عصارة تفاعل قيم إنسانية ،ورغم ما تملكه من مقومات للنهوض والازدهار، تبدو التحديات التي تواجهها كخيمة محتاجة لجهود كل الحداة ترسيخا لدعائمها ، وإن لم تتكاتف جهود الجميع ، تصبح تحت رحمة انعكاسات احداث الجوار
ثروات كامنة تنتظر الاستغلال الأمثل
تزخر موريتانيا بموارد طبيعية غنية؛ من المعادن الثمينة كالذهب والحديد، إلى الثروة السمكية التي تغذي اقتصاد البلاد وتعد من بين الأهم عالميًا، اضافةً للأراضي الزراعية التي تنتظر مشاريع تنموية كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي. إلا أن هذه الثروات تظل في كثير من الأحيان رهينة حسن الإدارة ودقة التخطيط الاستراتيجي، ليتم استغلالها لصالح تحسين مستوى معيشة المواطن وبناء غد أفضل.
التنوع الاجتماعي: مصدر إلهام أم تهديد؟
تمثل التركيبة الاجتماعية في موريتانيا لوحة فريدة من نوعها، تضم مختلف الثقافات التي تعايشت لقرون طويلة. هذا التنوع، إذا ما أُحسن استثماره، يمكن أن يكون مصدر إلهام وقوة، حيث يُثري النسيج الاجتماعي ويُعزز الهوية الوطنية. ولكن، على الجانب الآخر، يمكن أن يتحول إلى مصدر انقسام وصراع إذا استُغل لأغراض سياسية أو عرقية ضيقة، مما يهدد استقرار البلاد وتماسكها.
التحديات الداخلية والخارجية: قوى الشر لا تنام
لا يمكن إنكار أن موريتانيا تواجه تحديات جمّة، سواء من الداخل أو الخارج. قوى الشر التي تستهدف البلاد تتربص بها، بعضها يرتدي عباءة الفساد الداخلي، والبعض الآخر يتجسد في أطماع خارجية تسعى لاستغلال ثروات البلاد أو زعزعة استقرارها لتحقيق مصالحها. التصدي لهذه القوى ليس مسؤولية الحكومة وحدها ؛ بل هو واجب وطني يقع على عاتق كل مواطن.
المسؤولية الجماعية: التكاتف حفاظا على الخيمة
إن موريتانيا خيمة كبيرة، لا يمكن أن تستقيم دعائمها إلا بتكاتف كل من يحمل مسؤولية تجاهها. الحاكم له دوره الأساسي في توفير القيادة الرشيدة ووضع السياسات التي تعزز التنمية وتحافظ على وحدة البلاد. لكن الشعب، بجميع أطيافه وفئاته، مطالب كذلك بالمشاركة الفاعلة، سواء من خلال العمل الجاد أو نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستفادة من الثروات بطرق مستدامة.
موريتانيا تستحق الأفضل
موريتانيا ليست مجرد دولة تعيش تحديات؛ إنها وطن يحمل في طياته أحلام أجيال وتطلعات مستقبل مشرق. الحفاظ على استقرارها وتطويرها يتطلبان رؤية مشتركة، وعملًا دؤوبًا من الجميع. فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها، وموريتانيا ليست استثناءً من هذه القاعدة. دعونا نُحسن بناء هذا الوطن، قبل أن تميل دعائم خيمته، ليظل شامخًا كما كان دائمًا.
بونا الحسن