ماذا فعل بنا الحريق العربي وأين الإصلاح والديمقراطية؟ وأين دعاتهما؟
أين الديمقراطية في ليبيا وفي العراق أو في السودان أو اليمن أين الحلم والوعود بالازدهار والانفتاح والحرية والتطور الاقتصادي أين الأمان والكرامة وأين ذهبت مقدرات الشعوب أين نتائج هذه العملية التي خطط لها الغرب ونفذها أبناؤنا باسم الديمقراطية والحرية بعد أربع عشرة سنة من انطلاقها ؟
ماهي صورة العربي المسلم في هذه الحرب القاتل والمقتول كلهم يصيح ب "الله أكبر" ،إنه شعار عظيم للنصر تم استخدامه في الفتنة ليختلط كل شيء عن صورة الإسلام والمسلمين في العالم ولتظهر صورة العربي وهو مهان لا يقدر على أن يندد علنا.. جنوب إفريقيا هي التي تحاكم إسرائيل بحرائق الابادة وجرائم ضد الإنسانية، دول آمريكا اللاتينية هي من يطرد السفراء الاسرائليين،الشعوب الغربية تتظاهر بالمليارات انقلابات كبيرة في رأي الصحف الدولية الكبرى العرب لا شيء .
السوريون أشتات في العالم ليبيا والعراق السودان اليمن دول مقطعة الأوصال ومقسومة السيادة ويقع كل جزء منها تحت وصاية دولة خارجية لاتوجد أي مؤسسات وطنية ، ترليونات الدولارات هي فاتورة الحرب من الدمار والنهب لقد تهدم كل شيء وصار الدم العربي هو أرخص دم في العالم .
لقد أصبح ذلك ممكنا عندما تمت تصفية دول الممانعة فقط التي كانت تعلن مواقف معادية للصهاينة وكانت لها قاموس عدائي وأبلت في الحروب معهم وظلت تدعم القضية الفلسطينية في العالم وكانت لها جماعات الضغط واللوبيات السياسية والإعلامية الخاصة بها والتأثير على القرار الدولي ولعب دور التوازن في المنظمات والهيئات وحتى في الأنظمة وحركة الجواسيس والتعاون الأمني كل ذلك كان لمصلحة القضية الفلسطينية وهكذا أصبحت هي وحدها البلدان التي بحاجة للتغيير وللديمقراطية الغربية وللحرية أي للتدمير لكن بعد 14 سنة ظلت تلك الدعاية الكاذبة والوعود ليست سرابا فقط بل وبالا على الشعوب التي من أجلها حُملت شعارات التدمير والتشريد والفتك . طبيعي أن تسقط سوريا بعد موت الشهيد حسن نصر الله والشهيد إسماعيل هنية وتحييد إيران عن الصراع العربي الاسرائيلي وتعطيل دور روسيا عالميا بعدما علقت في أتون الحرب مع أوكرانيا وهكذا بقيت سوريا مكشوفة أمام محور الشر تحالف أوردغان مع إسرائيل لقد كان حجم التكالب قويا ولا مرد له لكن سوف ننظر من المستفيد الأول وكيف ذلك .
سيتحدد ذلك من خلال أولى خطوات وصول "المعارضة"للسلطة فستحط طائرات المخابرات الإمريكية وجحافل الجواسيس أولا ثم يتم تسليم جميع المعلومات الاستراتيجية والمنظومة الحربية لاسرائيل وبقيتها لتركيا وسيتم تدمير الترسانة السورية نهائيا التي كانت ضمانا لأمن سوريا الخارجي . وستتم التصفيات الواسعة وتسليم السوريين لمراجل العذاب الأمريكي الاسرائيلي التركي ولن تقوم ديمقراطية ولا حرية أبدا إلا كما قامت في ليبيا أو العراق …وفي أي وقت تقرر إسرائيل أن تحتلها فلن تجد أي مقاومة ستدخلها بكل سهولة
وسيعود زعماء الحرب إلى موطنهم الأصلي موطن العمالة والنذالة والهوان وسيُّهربون الأموال للخارج .
وسيذهب مال الدولة إلى المستشفيات الأجنبية للإنفاق على المصابين في الحرب التي قمنا بها نيابة عن الأعداء .هذه هي كل نتائج الحرب التي تقودها المعارضة المأجورة من طرف إسرائيل وتركيا الدول التي ترعى هذه الحرب وتدعمها فعليا بعدما أوقدتها فرنسا والولايات المتحدة واخذوا لها الدعم من بعض الدول الخليجية للأسف . نتائج هذه الحرب أن لا عالم عربي ولا إسلامي سيبقى على خريطة الاحداث العالمية المهمة ولا على هامش التأثير عليها .
إنهم يتحولون إلى حظيرة للذبح كل يوم تؤخذ دولة للذبح وسيتضح جليا كم كانت هذه الدول وهذه الأنظمة التي تمت تصفيتها مهمة للنظام العربي وللقضية الفلسطينية وكم أن المعارضة خونة ومرتزقة وبلا دين ولا شرف ولا ضمائر وهكذا عندما يتم الانتهاء من عملية الص.ه.اينة في غزة فلن تكون هناك دولة عربية مالكة لسيادتها .لقد اننتهى كل شيء العمل العربي الشرف العربي الدم العربي وعلى الدنّيا العفاء.
من الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار