هل يفسدُ UPR ما أصلحه الرئيس؟!

كثيرون لاحظوا حالة التّيه والتخبٌط، الذي يعيشه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بإعتباره الجناح السياسي للرئيس والحكومة، ذلك أنه اليوم يدور في فلك يطبعه الغموض وغياب البوصلة. 
فبغض النظر عن الخلافات الداخلية التي يشهدها الحزب بفعل صراع الأجنحة وتغلغل اللوبيات، فقد عجزت قيادة الحزب عن مواكبة عمل الحكومة سياسيا وإعلاميا، بل وخرجت عن الركب بكرنفالات وأنشطة استبقت كل الأحداث وعكّرت صفو مناخ سياسي طبعه الوفاق والتشاور المثمر بين النظام وكافة الطيف السياسي، وهي الجهود التي لاقت إجماع وطني كاد أن يخرج للعلن لولى التخبط الواضح للحزب وبعض قيادييه.
قبل فترة قصيرة، عبرت قيادات شبابية عن تذمّرها من الإقصاء الممتهج والتغييب المقصود لها في دهاليز الحزب وفي واجهته السياسية والإعلامية وأقتصرت ادوارهم على الحضور فقط، لإكتمال الصورة، ونفس الشيء بالنسبة لشخصيات سياسية ووجهاء فضلوا التواري عن الأنظار، لكن المستغرب أكثر هو غياب إعلاميا وعدم تأثيره في الأدوار التي أن يلعبها في تثمين إنجازات الحكومة والدفاع عنها، خاصة وأنه فشل حتى في إقناع نوابه بتمرير قانون "الرموز" إلى أن تم التدخل من جهات عليا في الوقت المناسب.
وعلاوة على كل ذلك وفي معمعة شجبِ تمرير قانون الرموز، والتهيئة للحوار الوطني، ووسط حالة الغلاء التي عرفتها أسعار المواد الغذائية الأساسية، خرج الحزب في "كرنفال" جديد يعيدنا إلى مربع التملق والتبجح بالمال العام، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية والاجتماعية احتقانا له مايبرره، وكأن الحزب يسعى لتشويه رئيس الجمهورية وتسفيه جهود الحكومة بطريقة وقحة. 
بيدَ أن ما لاقاه وفد الحزب على طول الطريق الرابط بين انواكشوط وانواذيبو، من رفض وتنديد سيفتح عيون قيادييه على حقيقة فشلهم في إدارة الحزب وإقناع منتسبيه بنهجهم غير الموفق.
في الشامي تعرض رئيس الحزب ووفده المرافق للسخرية من طرف المنقبين، قبل أن يستقبل في انواذيبو من طرف شخصيات رافقتهم من انواكشوط لا تمثل ساكنة المدينة ولا علاقة لهم بهموم السكان ومشاكل المدينة. 
حالة الرفض التي لاقتها قيادة UPR في زيارة انواذيبو غير الموفقة، تعكسُ حجم الأزمة التي يتخبط فيها رغم الفرص، التي منحت لقيادته الجديدة والتي فيما يبدو أنها تعمل بجد على إفساد ما أصلحه رئيس الجمهورية على كافة المستويات.

14 November 2021