مخاوف جراء تعثر تنفيذ اتفاق كينشاسا في جمهورية تشاد

بعد مرور أربعة أشهر على توقيع اتفاق كينشاسا، الذي التزمت بموجبه اتحاد القوى الديمقراطية في تشاد، بالعودة إلى البلاد والمشاركة في جهود المصالحة الوطنية، لا تزال بنود الاتفاق معلقة دون تنفيذ، وسط غموض بشأن مستقبله، وفق نقلت مصادر داخل الاتحاد.
وكان رئيس الاتحاد، الدكتور حسن بركاي الاتشي، قد وقع الاتفاق في 14 نوفمبر 2024 برعاية الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، وهو ما فتح الباب أمام عودة شخصيات سياسية وعسكرية كانت في المنفى لسنوات، بالإضافة إلى وضع خطة لإعادة المقاتلين السابقين الموجودين في ليبيا، غير أن مصادر محلية تفيد بعدم إحراز أي تقدم ملموس منذ ذلك الحين، إذ لا يزال وفد الاتحاد في نجامينا دون استقبال رسمي من السلطات، رغم مرور أشهر على عودته.
وتشير بعض التفسيرات إلى وجود عراقيل داخلية تعيق تنفيذ الاتفاق، حيث نقلت المصادر عن جهات مطلعة أن "تيارات داخل المنظومة الأمنية والسياسية تعمل على إجهاض الاتفاق، في محاولة لإضعاف الاتحاد وإجبار قياداته على مغادرة البلاد."
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الجمود قد يضعف جهود المصالحة التي تتبناها الحكومة، إذ إن عدم تنفيذ الالتزامات المتفق عليها قد يثير التساؤلات حول جدية مسار السلام، فبدون إجراءات ملموسة تعزز الثقة بين الأطراف، ستظل المصالحة مجرد إعلان سياسي غير قابل للتطبيق.
ومع استمرار هذه الضبابية، يبقى التساؤل قائما: هل ستنجح الأطراف المعنية في تجاوز العقبات الحالية، أم أن الاتفاق سيبقى حبيس التجاذبات السياسية، مما قد يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر؟