رئيس الوزراء الإسباني يزور موريتانيا وسط آمال بتعزيز التعاون ومطالب شعبية بتسهيل التأشيرات

تستعد العاصمة الموريتانية نواكشوط لاستقبال رئيس الحكومة الإسبانية في زيارة رسمية هي الثانية من نوعها خلال أقل من عام، في إطار مساعٍ لتعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وتتزامن الزيارة مع انطلاق منتدى الأعمال الموريتاني الإسباني، الذي سيُعقد غدا الأربعاء في قصر المؤتمرات “المختار ولد داداه”، بمشاركة واسعة من مسؤولين ورجال أعمال ومستثمرين من الجانبين.
ومن المنتظر أن تُفضي المباحثات إلى توقيع سلسلة من الاتفاقيات في مجالات حيوية مثل الطاقة، والصناعة، والصيد البحري، واللوجستيات، والسياحة، إلى جانب تنظيم ورش عمل لتبادل الخبرات وبحث فرص الاستثمار المشترك.
لكن ورغم هذا الزخم الدبلوماسي والاقتصادي، يظل ملف تأشيرات الدخول إلى إسبانيا من أبرز التحديات التي تؤرق المواطنين الموريتانيين، في ظل تزايد الشكاوى من صعوبة الإجراءات، وطول فترات الانتظار التي تتجاوز في كثير من الحالات الشهرين، وارتفاع معدلات الرفض، خصوصاً في أوساط الطلاب ورجال الأعمال والمرضى.
ويأمل كثير من الموريتانيين أن يُطرح هذا الملف بجدية خلال المحادثات الرسمية، وأن يُفضي إلى خطوات ملموسة تسهل السفر وتعزز التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في ظرف إقليمي حساس، تسعى فيه موريتانيا إلى ترسيخ مكانتها كدولة استقرار في منطقة الساحل، وتنويع شركائها الدوليين، خاصة من داخل الاتحاد الأوروبي.
ويؤكد المسؤولون من الجانبين أهمية هذه الزيارة في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية، بما يحقق مصالح متبادلة ويعزز جسور الثقة والتعاون المستدام.
ورغم أهمية الاتفاقيات الاقتصادية المرتقبة، يرى متابعون أن معالجة ملف التأشيرات تبقى مسألة لا تقل أولوية، باعتبارها مدخلا ضروريا للتقارب الإنساني والثقافي، وجسرا أساسيا لبناء علاقات متوازنة بين الشعبين.
