محمد الأمين سيداتي يكتب: حمادي ولد أميمو… الغائب الحاضر في وجدان كوبني

في وقت تعجّ فيه مقاطعات الوطن بالأطر وكبار المسؤولين، استجابة لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بأخذ عطلهم داخل الوطن دعما للسياحة الداخلية، تظل مقاطعة كوبني على حالها، تفتقد بشدة أحد أبرز وجوهها وأوفى أطرها، الوزير السابق حمادي ولد أميمو، وتردد الساكنة: اين نصيبنا من الأطر "الخرافة"؟
هذه المقاطعة التي لم تحظَ –كما وكيفًا– بما تزخر به نظيراتها من الأطر، كانت في مثل هذه الأيام تنتظر أن تفتح أبواب منزل كبير يملكه رجل استثنائي. ذلك المنزل، العامر دوما بالحركة والنقاش، كان بمثابة منارة سياسية وثقافية وسياحية، يلتقي فيه السياسيون والأدباء والفنانون ورواد الأندية الثقافية، فيتبادلون الآراء ويتقاسمون الرؤى.
لقد تعوّدت كوبني أن ترى في حضور حمادي ولد أميمو روحا تُنعش مناسباتها، وتمنحها وهجا خاصا، فالحملات السياسية بدونه كانت تبدو خياما بلا ضياء، وتفتقد الدعم والوهج، كان حمادي –وما يزال– الإطار الوحيد الذي يجمع في باحة منزله مختلف مكونات المقاطعة، دون تفرقة أو تمييز، تحت سقف المودة والوفاء والسخاء.
يدرك حمادي ولد أميمو هذا التعلق ووجوده في ذاكرة المقاطعة، ويثمنه ويعتز به، لكن بحكم منصبه الدولي والتزاماته، ينشغل هذه الأيام باجتماعات ومسؤوليات دولية جسيمة، غير أن انشغاله لم يمنع أبناء كوبني من استحضار ذكراه في كل مناسبة، ولا من ترقب عودته التي تملأ المكان حياة وضياء.
إن غيابه عن المقاطعة هذه الأيام لا يعني غياب أثره، فحضوره في الذاكرة والوجدان أقوى من أي مسافة، وكوبني، التي عرفته قريبا منها في السراء والضراء، ما زالت تنتظر تلك اللحظة التي يعود فيها البيت الكبير لاستقبال أبناءه من جديد.
نسأل الله العلي القدير أن يديم على معالي الوزير حمادي ولد أميمو الصحة والعافية، وأن يرفع مقامه ويزيده رفعة وسموا، وأن نراه قريبا بين أهله ومحبيه في كوبني خلال هذا الموسم الخريفي، وهو يبادلهم الوفاء بالوفاء والحب بالحب، كما عهدناه دائما.
محمد الأمين سداتي.
انواكشوط: 19/8/2025
