وساطة قطرية تكسر جمود المفاوضات بين كينشاسا وحركة M23

أعلن الوسيط القطري الثلاثاء أن جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة "إم23" تواصلان انخراطهما في عملية السلام، غداة انتهاء المهلة المحددة للطرفين للتوصل إلى اتفاق سلام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي دوري في الدوحة، إن الطرفين "منخرطان بإيجابية بالغة"، مضيفا "نحن منخرطون معهما أيضا... وملتزمون بالعملية".
وفي 19 يوليو/تموز وقّعت كينشاسا وحركة "إم 23" إعلان مبادئ في الدوحة أكّد فيه الطرفان مجدّدا "التزامهما وقفا دائما لإطلاق النار".
وشمل الاتفاق مجموعة من التدابير، بينها آلية لتبادل الأسرى، قبل بدء مفاوضات رسمية ترمي إلى توقيع اتفاق سلام شامل بحلول 18 أغسطس/اب على أبعد تقدير.
وأشار الأنصاري إلى أن "الجداول الزمنية ليست من أهمّ سمات الوساطة"، موضحا أنه في جولات سابقة من الاجتماعات والمفاوضات "أبدت الأطراف مستوى من الاستعداد للاتفاق لم يكن موجودا من قبل".
وأعقب اتفاق يوليو/تموز اتفاق سلام منفصلا تم توقيعه في واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية نهاية يونيو/حزيران، لكن هذه الاتفاقيات لم توقف القتال في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث تتواصل يوميا الاشتباكات بين "إم 23" وميليشيات محلية موالية لكينشاسا.
وأكّد مسؤول قطري مطلع على سير المفاوضات الأحد تسلّم كينشاسا وحركة "إم23" مسودة اتفاق سلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
واتهمت الكونغو الديمقراطية الأسبوع الماضي الحركة المسلحة بمهاجمة مواقع جيشها رغم وقف إطلاق النار، مؤكدة استعدادها للرد على "استفزازات التحالف الذي اعتاد على انتهاك الاتفاقات".
ومنذ ظهورها مجددا في العام 2021، استولت جماعة "إم 23" المدعومة من رواندا على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد الطبيعية، قبل أن تسيطر في يناير/كانون الثاني على مدينة غوما وفي فبراير/شباط على مدينة بوكافو.
ومنذ مطلع العام فرّ أكثر من مليوني شخص من أعمال العنف في مقاطعتي شمال كيفو وجنوب كيفو، وفق تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في نهاية يوليو/تموز.
ولا تزال هناك تحديات كثيرة، فبعد إعلان المبادئ، واجهت الأطراف صعوبة في الالتزام بالجدول الزمني المحدد، وظهرت بعض العقبات، مثل مسألة الإفراج عن الأسرى، والتي أدت إلى تجاوز المهلة الزمنية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.
وبشكل عام، تعتبر الوساطة القطرية خطوة ناجحة ومحورية نحو إحلال السلام والاستقرار في شرق الكونغو الديمقراطية، ولكن نجاحها الكامل يعتمد على استمرار الحوار والالتزام الحقيقي من قبل الطرفين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
المصدر: https://www.middle-east-online.com/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D9%82...
