مهرجان UPR.. أي إنصاف مع شعارات الغلاء واستياء أعضاء الحكومة؟!
يبدو أن حالة التذمر التي سادت أوساط المواطنين الذي حضروا مهرجان الحزب ورفعوا شعارات تعكس درجة الغليان الشعبي من الارتفاع الجنوني للاسعار، صادفها استياء عارم سادَ بين أعضاء الحكومة عندما تجاهل رئيس الحزب ذكر اسمائهم، رغم جلوسهم صحبة الوزير الأول في مقدمة الحاضرين..
فلقد كانت مشاربُ الحشود الكبيرة التي اجتمعت بساحة المطار القديم، مختلفة فمنهم اصحاب المبادرات والكتل السياسية الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية، وممثلي المنظمات الجمعوية ومنهم من يسعى لإيصال صوته وهو ينتهز فرصة التمازج مع الحكومة والنافذين ومنهم من جاء متفرجا، لكن مطالب خفض الأسعار وعكس معاناة المواطنين كانت طاغية على الرغم من محاولات قيادات الحزب التركيز على الشكليات من خلال توزيع الخطابات بين ممثلين عن شرائح المجتمع ومكوناته.
غير أن رئيس الحزب حاول أن يظهر للحضور صورة من اللاواقع لكي يخرج من مأزقه السياسي في الفشل الذريع خلال التحضير للمهرجان وهو ماحاولت الدولة تلافيه، إذ تدخلت في وقت قياسي، وتولى الوزراء والامناء العامين ومديري المؤسسة المهمة فحشدوا انصارهم ونزلوا إلى الميدان وهي الجهود التي تجاهلها ولد الطالب أعمر في وقت أشاد برجال الأعمال ومنتسبي الحزب متناسيا أزمته الداخلية التي كشفتها أنشطة الحزب وخرجاته السابقة.
حاول UPR من خلال مهرجان الإنصاف غير الموفق في الظرف وفي التوقيت أن يوهم الرأي العام بأن الجناح السياسي للنظام قادر على مواكبة برنامج رئيس الجمهورية وتثمين عمل الحكومة لكنه عمّق الأزمة ووضع النظام في حرج كبير.. فكيف لحزب حاكم أن يتجاهل حكومة بذلت الغالي والنفيس لإنجاح مهرجان بهذا الكم، أن ينتظر منها دعما أو حتى قليل احترام؟
"لبجاوي"