مابعد الحشد/إسحاق الكنتي
"الانصاف" الذي اعتمده حزب الاتحاد من أجل الجمهورية شعارا لمهرجانه الحاشد، يمثل قيمة أخلاقية أصيلة في الإسلام الذي جاء بالعدل والإحسان. اختير العنوان محاولة لترجمة خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في وادان الذي دعا فيه إلى إنصاف أصحاب المظلوميات الاجتماعية باعتماد معايير المواطنة والكفاءة والغناء بدل المعايير التي تجاوزها العصر ولم تعد صالحة للحياة الاجتماعية المعاصرة. برهن الحشد على جماهيرية الحزب، وجاء خطاب رئيسه الحماسي ليؤكد تبني قيادة الحزب عقلا وعاطفة ل "الانصاف في مسائل الخلاف".
غير أن حزبا سياسيا حاكما، يتمتع بأغلبية مريحة في كل الوظائف الانتخابية حين يقدم على تعبئة مناضليه، وحشد طبقته السياسية على صعيد واحد، لابد أنه يرمي إلى إرسال رسالة سياسية تتجاوز القضايا الاجتماعية التي قد ترفع عنوانا... فلعل نظرة إلى المناخ السياسي تفيد في فهم رسائل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.. انتصفت المأمورية الرئاسية، ولم يبق على الانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية سوى سنة تزيد أشهرا.. بدأ أحد أحزاب المعارضة يخرم إجماع التهدئة بحشد جماهيره، وتحريك ماكينته الإعلامية؛ المرابط منها، والسيار على الطرقات العامة.. تعثر التشاور لأن الحزب إياه أراد إفشاله بوضعه شروطا لا تلائم أهداف التشاور ولا آلياته... فكان على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية تذكير "أصحاب النواقيس"، وآخرين من دونهم، بحجمه في الساحة الجماهيرية، وقدرته على السير إلى الاستحقاقات الانتخابية دون الحاجة إلى تشاور، بله حوار لا مسوغ له. إذا كان من السهل إيصال الرسالة إلى العناوين القديمة، والجديدة، فكيف تصل الرسالة إلى ال SDF السياسي!!!