مالي تستعرض عسكرياً وتتعهد بالقضاء على الإرهاب

«القاعدة» يتبنى مقتل 3 جنود ويعرض 60 أسيراً من قوات مالي وبوركينا فاسو

أعلن تنظيم «القاعدة»، الثلاثاء، مسؤوليته عن مقتل ثلاثة جنود من الجيش المالي، في هجوم استهدف نقطتين عسكريتين وسط البلاد، الاثنين، وذلك بالتزامن مع احتفال مالي بذكرى الاستقلال واستعراضٍ عسكري ضخم نظمه الجيش في العاصمة باماكو. ويأتي العرض العسكري في وقت تواجه مالي، ودول الساحل المجاورة لها، صعوداً غير مسبوق في الهجمات الإرهابية، وتوجه تنظيم «القاعدة» نحو محاصرة مدينة باماكو، من خلال منع حركة شحن البضائع القادمة من مواني غرب أفريقيا.

في غضون ذلك، ألقى الجنرال آسيمي غويتا، رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي، خطاباً بمناسبة ذكرى الاستقلال قال فيه إن تنظيم «القاعدة» لجأ إلى «هجمات جبانة ضد المدنيين الأبرياء» من أجل محاصرة العاصمة. وأضاف غويتا أن هذه الهجمات «دليل واضح على ارتباك الجماعات الإرهابية المسلحة أمام تصاعد ضغط القوات المسلحة والأمنية على الأرض»، وقال غويتا: «من خلال خطة دوغوكولوكو (ومعناها: الأرض الصلبة المستعادة، باللهجة المحلية الأكثر انتشاراً في مالي) التي وُضعت عام 2024، استطعنا تعزيز سلطة الدولة وإعادة التأكيد على سيادتنا على كامل التراب الوطني»، على حد تعبيره.

وأعلن غويتا في خطاب بثه التلفزيون الحكومي عن «مواصلة اقتناء المعدات، وإنجاز البنى التحتية الضرورية، وتعزيز صفوف الجيش عبر دورات توظيف متكررة والتدريب المستمر للعناصر»، وأوضح أن «تكييف عقيدتنا العسكرية وتحديثها يمكننا من مواجهة التهديدات الجديدة».

وأضاف: «طموحنا المشترك هو بناء جيش مستقل، قادر على الدفاع السيادي عن التراب الوطني، وحماية المصالح الحيوية لمالي، والمساهمة في الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».

وطلب من السكان المحليين «عدم الاستسلام لحملات التضليل التي تقودها هذه الجماعات الخارجة عن القانون»، مشدداً في السياق ذاته على ضرورة «الوحدة والتضامن في مواجهة أوهام هؤلاء المغتصبين ومن يقف وراءهم من رعاة دوليين».

وفي حين كان الجيش المالي يعرض معداته العسكرية، وأسلحة الجديدة، وخاصة طائرات حربية اقتناها مؤخراً في صفقات مع روسيا وتركيا، وبينما كان التلفزيون يعيد بث خطاب رئيس المجلس العسكري الذي يتوعد فيه بالقضاء على الإرهاب؛ أعلن تنظيم «القاعدة» شن هجمات شديدة في عمق البلاد.

وقال التنظيم إنه سيطر على نقطتين عسكريتين في ولاية سيغو وسط البلاد، وقتل ثلاثة جنود من الجيش، واستحوذ على أسلحة ومعدات عسكرية قبل الانسحاب نحو مواقعه دون أن يتكبد أي خسائر.

في الوقت ذاته، نشر التنظيم مقطع فيديو مدته 20 دقيقة، عرض فيه قرابة 60 من جنود مالي وبوركينا فاسو، قال إنه أسرهم خلال هجمات ومواجهات مع جيشي البلدين خلال العامين الأخيرين.

ولم يكن توقيت بث الفيديو اعتباطياً، حيث تضمن رسالة واضحة للرد على الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش المالي لتأكيد تفوقه وإعادة بناء ثقة المواطنين في الدولة، ويحاول التنظيم التأثير على هذه الثقة بإظهار جنود بزيهم العسكري في قبضة مقاتلي «القاعدة».

ودعا التنظيم في شريط الفيديو من السلطات العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو إلى «التفاوض لإطلاق سراح» جنودهم الموجودين في الأسر.

خلال الأسابيع الأخيرة أفرج تنظيم «القاعدة» عن جنود ماليين مقابل أن تفرج السلطات في مالي عن مقاتلين من التنظيم كانوا في أحد السجون.

كما تحدثت مصادر «غير رسمية» عن إمكان أن يكون التنظيم قد حصل على أموال في إطار صفقة تحرير الرهائن، وهو ما يعيد إلى الأذهان تجارة الرهائن التي كانت المصدر الأول لتمويل أنشطة «القاعدة» في منطقة الساحل خلال العقد الأول من الألفية الثالثة.

المصدر: الشرق الأوسط

23 September 2025