غرق عشرات السودانيين بالبحر المتوسط.. وتزايد الهجرة إلى ليبيا

غرق ما لا يقل عن 52 مهاجرًا سودانيًا من قرى شرق النيل في الخرطوم، في البحر الأبيض المتوسط عقب إبحارهم من طبرق الليبية في طريقهم إلى اليونان، في 11 سبتمبر الجاري.
وقال قسم السيد الطيب، قريب أحد الضحايا، إن قريبه الذي يبلغ من العمر22 عامًا انقطعت أخباره عنهم قبل حوالي ستة أيام قبل أن يتواصل معهم أحد الناجين من المركب من داخل سجنه في الأراضي الليبية، ويبلغهم بغرق القارب المطاطي الذي قال إن 66 مهاجرًا كانوا على متنه، وأنقذ خفر السواحل الليبي 11 شخصًا، جميعهم محتجزين في سجن في ليبيا.
وقدرت منظمة الهجرة الدولية عدد من كانوا على القارب بـ75 سودانيًا، قالت إن 24 منهم نجوا، فيما قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد الركاب بـ74 شخصًا لم ينجُ منهم سوى 13.
وينتمي جميع الذين لقوا حتفهم، بحسب الطيب، إلى ثلاث قرى بمحلية شرق النيل، وهي «العسيلات» و«الدبيبات» و«العيلفون»، الملاصقة لولاية الجزيرة.
وقال أحد أعيان «العيلفون» لـ«مدى مصر» إن أكثر من 50 شابًا غادروا القرية إلى ليبيا مطلع هذا العام، مقابل 20 العام الماضي، موضحًا أن العدد قد يكون أكثر من ذلك.
وصف علي فضل، مواطن من قرية العسيلات، حالة القلق والترقب التي تجتاح مناطق في شرق النيل، بعد أن سيطر الجيش على ولاية الخرطوم والجزيرة، حيث يتخوف بعض الشباب من أن عملهم خلال الفترة التي سيطر فيها «الدعم السريع» على الولايتين يعد ضمن جرائم التعاون مع «الدعم السريع»، ما دفع بكثيرين إلى محاولة المغادرة إما إلى دول الجوار أو إلى مناطق أخرى داخل البلاد.
وبحسب تصريح والي «الجزيرة»، فإن عدد من تم اعتقالهم بتهم التعاون مع «الدعم السريع» في الولاية بلغ حوالي خمسة آلاف شخص.
وكانت مناطق شرق النيل، التي يعمل عدد كبير من شبابها في مجال التجارة، شهدت تحولًا ملحوظًا في النشاط الاقتصادي مع توسع نفوذ قوات الدعم السريع، حيث اضطر العديد من الشباب إلى مواصلة العمل والتعامل مع «الدعم السريع» بحكم الأمر الواقع.
تقع منطقة شرق النيل على معبر هام لطرق الهجرة غير النظامية، وكانت تاريخيًا نقطة عبور رئيسية، إضافة إلى ارتباط بعض أفرادها بأنشطة التهريب، سواء تهريب البضائع أو حتى البشر في بعض الأحيان. ويرتبط عدد من مواطني تلك المنطقة بهذه الشبكات بشكل أو بآخر.
وكان الإقليم شهد هجرة شبابه إلى أوروبا عبر طرق التهريب حتى قبل نشوب الحرب، إلا أن وتيرة هذه الهجرة تصاعدت بشكل كبير مع بداية العام الجاري، نتيجة لليأس من الظروف والخوف من الاعتقال، ولتسهيل حركة الطرق بعد أن أعادت قوات الدعم السريع سيطرتها على عدد من المناطق المحورية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في تقريرها إن 313 ألف سوداني معظمهم من دارفور وصلوا إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب، متوقعة ارتفاع أعداد الفارين إلى 550 ألف سوداني مع حلول نهاية العام الحالي، وارتفاع الأعداد اليومية من 300 إلى ما يقارب 600.
المصدر: https://www.madamasr.com/2025/09/28/news/u/%D8%BA%D8%B1%D9%82-%D8%B9%D8%...
