علام يمكن أن نحسد عزيز؟ /سيدي علي بلعمش
لقد حذرنا ولد عبد العزيز منذ البداية ، بأنه غير مؤهل لقيادة بلد و ليس من مصلحته تولي الحكم لأنه لم يفصل على مقاسه .
و أخبرناه أن الجهل و المال سيقودانه حتما إلى ما لا تحمد عقباه.
كان واضحا أن الغرور و الطغيان يتوليان رسم مصيره . و لم تكن أي معجزة قادرة على اعتراض ذلك المصير.
و كانت طوابير المنافقين التي أحاط بها نفسه، مزهوا بنفش ريش سخافته، تكمل واجهة درامية نهايته الحتمية.
كان وصول ولد عبد العزيز إلى الحكم انقلابا في الموازين بكل المعايير ، تماما مثل حمله أكبر رتبة في الجيش، تجاوزا لكل القوانين و التقاليد العسكرية ..
و وحدهم عقلاء هذا البلد١ الذي أصبح شعبه يعيش على الكذب و النفاق و النصب و الاحتيال و السحر و الدجل و القمار و الدعارة و الغش و التزوير ، هم من أدركوا سريعا أن قدوم عزيز على أذرع الفساد المفتولة، لم يكن سوى عقوبة من الله لنخب هذا الشعب السياسية و المالية و الإدارية التي حولته إلى دجال و حولت الشعب إلى مفتونين بأكاذيبه..
و حين أصبحت المخدرات تباع في المدارس الابتدائية (و هو ما لم يحصل قط في كولومبيا) و جرائم القتل و السطو و الاغتصاب حديث فطور كل بيت و بيرام ولد اعبيدي نائبا في البرلمان و صامبا تيام وجها سياسيا مرموقا و مسدس بدر (ذو الفقار) لا يقتل إلا شقيا و فضائح عزيز أتفه من فضائح أبنائه (من أطويله إلى غانا-غيت مرورا باتهامات النائب الفرنسي مامير و بيع السنوسي، و العفو عن كارتيلات إيريك والتير آميغان و الروجي و بوشراي، تأكد الجميع أن ما كنا نحذر منه ، تجاوز بكثير ما كنا نُتَّهمُ بالمبالغة في تشخيصه.
اليوم يجد ولد عبد العزيز نفسه أمام ما كنا نحذره منه بالضبط و هو أمر حتمي ، لا يستطيع الرئيس ولد الغزواني أن ينقذك منه لأنك لم تسمع قط نصائحه و ليس أدل على إفلاسك الاجتماعي والجماهيري، من اعتمادك على رباط لوليد، المشروط باستنزاف جيوبك ، المغروسة في سويداء قلبك، المسكون بعطش الصحراء و جوع ذئابها..
لقد نسي ولد عبد العزيز أنه عادى رجالا أكبر منه بكثير، لا يملك مهاراتهم القتالية و لا طول نفسهم في المواجهة و لا استعدادهم للدفاع عن كرامتهم بكل ما لديهم و اعتمد على أوباش، لا يتقنون غير التزلف ، لا يراهن على وفائهم إلا مفلس مثله ..
نهب ولد عبد العزيز و تحايل و كذب و غش و زور و بيَّضَ و ظلم و احتقر و همَّش و حرم و هجَّر ، مستغلا قوة الدولة، ناسيا أن للحقوق أصحابا لن تنام عيونهم قبل وضعه خلف القضبان ، مازالوا يعدون العدة لجولات أخرى ، يبدو أنه لا يضعها في الحسبان ..
و اليوم يصفنا أوباش ولد عبد العزيز بالحقد و الحسد ، في تعبير واضح عن صغرهم و ضعفهم و جهلهم و عجزهم عن إدارة أي صراع بغير الدموع و تسول عطف الآخرين ..
و لا أتهرب شخصيا من أي موقف سلبي من ولد عبد العزيز ، لكنه أصغر من أن أحقد عليه و لا أفهم فقط - إن لم يكن من باب السخرية - ، علامَ يمكن أن نحسده..!