خمسينية زيارة الحوض الشرقي؟! الكاتب الصحفي محمد الشيخ ولد سيدي محمد

بدت زيارة ولاية الحوض الشرقي في نظر الرأي العام مجالًا لتفكير معمّق عن حاضر ومستقبل موريتانيا، وأوضحت للجميع أن البلد يقوده قائد مستقل عن التجاذبات والتحالفات، وأفكار عشّاق الصراعات الطائفية والشرائحية والقبلية، ومدارس تصفية الحسابات التي تعاقبت على الموريتانيين أنظمة مدنية واستثنائية.

في كل مقاطعة من المقاطعات التسع لهذا الخزان الانتخابي والتنموي، ظهر الرئيس المستقل، حكيم القارة، ونصير الحقوق المشروعة لشعوبها، وقائد الإجماع الوطني، واضحًا في تعرية التحديات، وتفنيد الحملات، وإبراز الأولويات، بكل وضوح وجرأة، وبقوة مع أمانة.

كان الأمن القومي حاضرًا، وبرز أن الجيش الوطني أهم من كل المتاجرين بالسياسة والمال، والصفقات والشعارات، وخطابات العشرية، والانتخابات الموهومة، ومطالب الحوار (المكررة والملغومة)، والمصالح التي تقدّم النفع الخاص على النفع العام.

لم يكن هناك وسيط بين الرئيس المستقل فكرًا، المتواضع شعبيًا،

المتعافي من كل أمراض التكبر، وهو يخاطب المواطنين والأطر، في أوسع حوار مباشر مع الموريتانيين من الحدود الأكثر سخونة وخطرًا في الخمسين عامًا القادمة، وكانت رسائله للسياسيين قاصمة، وللتجار بائنة، وللمعلمين قال الصدق وهو اللين الصدوق.

نحتاج إلى مكاشفة في كل ولايات وطن

الجمهورية التي أسلمها المرابطون، وحررها الذاكرون الله كثيرًا والشهداء المقاومون، وقدّمها لعمّار القارات الخمس أممًا من الهداة، والدعاة المخلصين، وعلماء الخشبة العارفين

الصابرين والصامدين.

لا وقت ولا موارد مالية ولا بشرية لحروب زمر الفساد، طلاب السلطة والثروة بلا قيم ولا أخلاق.

الأولويات الثلاثة الآن هي: جيش قوي يُستثمر فيه بشريًا وهويّة، وبناء جيل تربوي عقولُه من الوطنيين من شعبنا،

جيل مؤمن بديننا، وحضارتنا، ولغاتنا، وتراثنا، وحامٍ كأولوية للمجال الجغرافي لرحّلنا وبدونا وقوافلنا، وثالث الأولويات: إطلاق ثورة زراعية وتنموية شاملة، مقدَّمة على تدوير حكومات الظل، وتمويل تجار "استنساخ" الدساتير الغربية، ومشاريع "حروب وحملات" الفئات الأربعة (الغزاة، والغلاة، والطغاة،

وملأ التجار الفجّار).

أي حوار مستقبلي ناجح، وأي مسار سياسي يبحث عن الاستقرار والنماء، وتضييع الفرص على "تجار حروب النفط والذهب والغاز" يجب أن يجعل من هذه الأسس الثلاثة ركائز لدعم هذا الرئيس المنتخب، الذي (لا يخدع ولا يلعب).

خمسينية النماء 28 نوفمبر 2025 هذه أبوابها الثلاثة، نحتاجها الآن حقًا، كما احتجناها في خمسينيات الاستقلال يوم أجمع (سكاننا الرحّل) على إعلان الجمهورية الموحدة المستقلة، الجمهورية الإسلامية الموريتانية يوم 28 نوفمبر 1960م.

بقلم:

الكاتب الصحفي محمد الشيخ ولد سيدي محمد

مدير قناة موريتانيا المستقلة (قمم)

الأربعاء: 19/11/2025

20 November 2025