هيئة التراث الموريتاني تستعرض تقدم الأشغال في مدينة التراث بوادان
أعلنت هيئة التراث عن تقدم وتيرة أشغال متحف وادان والقرية التراثية، مشيرة إلى التقدم الكبير في إنجاز المباني التراثية والمرافق الثقافية، مع الالتزام بالهوية المعمارية المرابطية والحرص على إظهار أصالة التراث الموريتاني.
وشمل التقييم كل من المتحف، المنازل التقليدية، المساحات العامة، المسجد وفضاءات الأعرشة والخيم التراثية، إضافة إلى مرافق دعم الأنشطة التعليمية والثقافية.
وأكدت الهيئة على أن المتحف يحتوي على تنظيم جيد للمعارض الداخلية التي تضم التحف الأثرية والمخطوطات والصور التاريخية، بينما توفر القرية التراثية تجربة حية للزوار عبر المنازل والمساحات العامة المصممة وفق الطابع العمراني التقليدي، مع مراعاة سهولة الحركة والتنقل خاصة في مواسم الازدحام السياحي.
وأشار التقرير إلى بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين، مثل الإضاءة الداخلية، اللافتات التوضيحية، واستكمال التشجير في بعض الممرات، إضافة إلى تعزيز محتوى ثقافي تفاعلي يوضح تاريخ المدن التراثية الأخرى في موريتانيا مثل شنقيط، آدرار، بوبكر بن عامر، ولاتة، جزيرة تيدره، وأوداغوست.
كما أكدت الهيئة على أهمية دعم الفرق الفنية المتخصصة لإثراء المكتبة والمتاحف وتوثيق الذاكرة الحضارية للمكان.
وشددت هيئة التراث على الدور الكبير الذي يقوم به المشروع في تعزيز الهوية الثقافية للمدينة، وإبراز جهود العلماء والفاتحين المرابطين وشهداء المقاومة الوطنية، بما يعكس تاريخ أكثر من عشرة قرون من الحضارة الموريتانية. وأكدت الهيئة أن المشروع يسهم في تطوير السياحة الثقافية ويجعل وادان وجهة جاذبة للزوار والخبراء، كما يعزز التنمية المستدامة من خلال استخدام الطاقة المتجددة، زراعة الأشجار المثمرة، وتحسين المساحات الخضراء والممرات الحجرية.
وفي ختام التقييم، دعت هيئة التراث جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الدولة والشركاء المحليين والدوليين، لتوفير الدعم المالي والفني والتقني لضمان استمرارية المشروع، واستثمار إمكانياته لتعزيز التراث الوطني، وبناء ذاكرة حضارية مستدامة تليق بتاريخ موريتانيا ومكانتها.
