الوزير السابق محمد فال ولد بلال يكتب: تسوية الإرث الإنساني… نعم

** الطريق إلى التسوية**بعد صمت رسمي طويل حيال القضية، وبعد 15 عاما من توظيفها ضد الرئيس معاوية من قِبَل المعارضة بكافة أطيافها وألوانها، بدأت الحكومة الموريتانية في معالجة المسألة عام 2007 مع تولي الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، رحمه الله، مقاليد الحكم.

منذ ذلك التاريخ، قامت الدولة بلفتات قوية تمثلت في اعتراف رئيس الجمهورية بالمعاناة التي لحقت بضحايا الأحداث، وقدم اعتذرا باسم الدولة الموريتانية في خطاب رسمي صريح بتاريخ 27 يونيو 2007، وبادر بتصحيح الأخطاء بدءا بعودة أفواج اللاجئين يوم 8 يناير 2008، وانتهاء بإنشاء وكالة خاصة لإعادة دمجهم في الحياة النشطة.

وفي يوم 25 مارس 2009، أقامت الحكومة بحضور رئيس الجمهورية السابق، محمد ولد عبد العزيز، حفظه الله، "صلاة الغائب" ترحما على أرواح المفقودين. وفي 2020-2021، بدأ التشاور بشكل جدّي حول التعويض المالي مع الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، حفظه الله.

هذه كلها خطوات إيجابية ومهمة، ولكنها تترك الشعور بعمل غير مكتمل حتى الآن. ولذلك، يجب توطيدها وتعزيزها بفعل إنساني وسياسي شفاف يستهدف جبر القلوب والخواطر.

وقد أظهر فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حفظه الله، عزمه على ذلك حين جعل هذا الموضوع عنوانا بارزا من عناوين الحوار الوطني المزمع انعقاده قريبا.

ويمتلك فخامته بحكم اعتداله ورزانته وإيمانه بقيمة الحوار وفضيلة الانفتاح، من المقدرات ما يؤهله لتسوية هذا الملف وإغلاقه نهائيا على نهج "العدالة الانتقالية" الهادفة إلى المصالحة والتسامح، بعيدا عن المعاندة، والمكابرة، والحِقْد، والاقتصاص.

القضية تحتاج إلى توافق الأمة وتضافر جهود أبنائها…كل أبنائها.

والله ولي التوفيق

محمد فال ولد بلال

30 November 2025