صمت الساسة عن هموم الشعب، يفتح الباب لشباب طامحين ويضع النظام في ورطة ( تحليل)
الغلاء الفاحش ارتفاع الأسعار فشل الكثير من المشاريع المعلنة في برنامج "تعهداتي" نتيجة ضعف العمل الحكومي في بعض القطاعات وضعف بعض أعضاء الحكومة، كلها أمور جعلت الوضع صعب، وخلقت ارتباطا واضحا للتابعين والمعنيين للشأن العام.
منذ بداية حكم الرئيس محمد الشيخ الغزواني، جاء ببرنامج "تعهداتي" الطموح، منطلقا من قاعدة التهدئة والانفتاح على كاف الشركاء السياسيين في الديمقراطية،الطبقة السياسية أو الفئة المتسلقة منها حوله النظام، لا تريد للديمقراطية ان تحافظ على خصوصيتها وقاعدتها الثابتة فتح الآراء وتقبل الرأي الآخر ، ولا تريد للنظام أن يأخذ وقت للتفكير بل كثيرا من تخلط الأوراق، وتعاجله بورطات لا انفكاك من تأثيرها السلبي مهما كان مسواه.
ملف العشرية وسجن الرئيس السابق والحرب المعلن على الفساد، كلها أخذت وقت مأمورية الرئيس،
لم تخرج بنتيجة متوقعة من الحرب التي أرادها الرئيس على الفساد، ولم تسلم الحكومة من تلك الملهاة حتى تستغل ما هدر من الوقت لانجاز مشاريع برنامج "تعهداتي"
في الساحة، أصبحت الطبقة السياسية التقليدية بواجهتها المعروفة مجرد يافطات ابتزاز للرئيس ونظامه، تتوغل للتقرب والتزلف لكسب مناصب او امتيازات او كسب الوقت لأمر في المجهول لا يمكن للنظام تخمين الهدف منهم في الايام المقبلة لانه لم يتحكم في هكذا أمور منذ البداية.
وسط جمود سياسي وأزمة سياسية واقتصادية معيشية خانقة، طوقت المواطنين بالغلاء وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة، وسد الأفق ايضا؛ في نجوع أي وعد حكومي، نتيجة الفشل في الكثير من المشاريع الحكومية، خصوصا تدخلات "تآزر" ،
صار هناك احتقان في الشارع.. لا يمكن إغفاله آو تجاوزه آو تجاهله، هناك شعب يعاني من الفقر وارتفاع الأسعار وهناك نخبة في غالبيتها باتت للشعب مكشوفة جدا حد الإهمال !...
وهناك رئيس يعلق عليه الشعب الآمال يحس حسن نيته، لكن بطانة التضليل والحسابات الضيقة شغلت وقته وأفسدت برنامجه الطموح..
في واقع المعاناة التي يكابدها الشعب في مجالات عديدة، وفي جو صمت الطبقة السياسة انهزاما وابتزازا للنظام، والذي يشبها الضغط على أنفاس الشعب؛ قد يولد انفجارا شعبيا لا تحكمه ضوابط.. سائرا للمجهول.. أو بروز شباب طامحين لقيادة مطالب الشعب التي باتت واضحة وملحة بشكل كبير.
إن ضعف أداء الحكومة، وشغل الرئيس بملفات ضيعت الوقت، وتضليل النظام باختلاق أي نوع من المواضيع الاستهلاكية هو العبث بعينه..
وان غياب حضور طرفي المعادلة الديمقراطية، أغلبية ومعارضة، هو الدليل على الضعف والتأزم السياسي وليس العكس، فالتهدئة التي أرادها الرئيس، لا تلقي ولا تشتري، منطقيا، آراء الاختلاف، لكنها لا تريد الاحتقان، فقط، تريد العمل السياسي الناضج وفق الدستور والحريات المصونة.
اليوم الهم الأكبر للشعب، هو المطالبة بخفض الأسعار، لا الأحزاب العملاقة تكلمت رغم كثرة منتخبيها من الشعب،
ولا الحكومة عملت عملا صالحا يعطي دليلا على المضي بوضوح في تعهدات الرئيس ومنها خفض الأسعار، والحؤول دون مجاعة كبرى..
لذلك وجدت أوجه سياسية شبابية عنوان لوقفتها، من ما هو متوفر من معاناة ماثلة للشعب، ارتفاع الأسعار، مهما كان موقف تلك الجبهة الشبابية من مواضيع أخرى، فهي الجبهة السياسية الوحيدة اليوم التي رفعت مطالب الشعب ..
الحل في الإصغاء لمطالب الشعب.. وتنشيط روبتات السياسة فهم بدون كلام لا شيء.. ورفع مستوى العمل الحكومي
أو تعديل شامل يغير جذريا بطانة ضيعت الوقت وخلقت الورطة.
سيدي ولد محمد فال