إدوم عبدي ولد اجيد: العمق الانتخابي شرط للاستقرار والأحزاب فضاء واسع لمشاركة الجميع

بات من المسلَّم به أننا شعب يعتزّ بالمعرفة ويهتم بمختلف الفنون الفكرية؛ من الاقتصاد إلى علم الاجتماع، ومن الأدب إلى السياسة. وتُعدّ الأحزاب السياسية المدخل الأساسي إلى هذا الفضاء الواسع الذي يشارك فيه الجميع كل حسب اهتمامه، وإن كان في الحقيقة من أعقد المرافق العامة تسييرًا، لما يتطلبه من ضبط دقيق للمؤشرات التي تمنح تقييمًا مستمرًا لمدى قدرتها على البقاء، والمحافظة على الامتيازات التي يحصل القائمون عليها من أصوات في شتى الاستحقاقات المحلية والوطنية، بغية تنفيذ الوعود ومتابعة البرامج الانتخابية.
وعليه، فإن على المعنيين بالشأن الحزبي استحضار مؤشر واحد محوري وأساسي، هو الانضباط. فبإنعدامه تفشل كل المبررات اللاحقة في تبرير الاختيارات أو الدفاع عنها.
إن انتقال الأفراد من حزب إلى آخر أمر طبيعي في الممارسة السياسية، لكن التنقّل داخل الحزب نفسه - مرّة بالخروج عليه ومرّة بالعودة إليه خلال الاستحقاق ذاته - هو سلوك لا يمكن السكوت عنه، لأنه يمثّل في جوهره رفضًا لتعليمات الحزب، حتى وإن كانت تلك التعليمات تفتقر إلى العقلانية، وما أكثرها حين تختلط بالأطماع الشخصية.
وللتذكير، فإن العمق الانتخابي في كل بلد - مهما كانت ديمقراطيته قديمة أو حديثة - يبقى عنصرًا يصعب تجاهله في مراكز القرار، لأنه شرط من شروط الاستقرار ووسيلة أساسية لبلوغ الأهداف المعلنة وغير المعلنة.
والله ولي التوفيق.
إدوم عبدي اجيد
