مندوبية تآزر.. أرادها النظام رافعة فتحولت إلى خافضة..(تدوينة)

تشكل مشاريعها اليوم أنموذجا في التعثر، والغموض، وانعدام الشفافية

أكتفي بذكر الأمثلة التالية:

 

1. مشروع داري: كان مفترضا أن يضم هذا البرنامج 10 آلاف سكن اجتماعي، وأن تكتمل 1700 منها خلال العام المنصرم 2021، ولم توضع منها لبنة واحدة. وبقي الفقراء ينتظرون! 

 

(قال مندوب تآزر أمام الرئيس غزواني مايو 2021 إنه سينطلق خلال الأسابيع القادمة، وعادت المندوبية قبيل نهاية العام لتعتذر عن تأخره، و"تبرر" ذلك بإشكاليات غير قابلة للحل تتعلق بتحديد أماكن إقامتها، وهو تبرير يشكك عدد من العمد في صحته). وبالتأكيد تذكرون أن المندوبية اعتذرت للمقاولين الذي كانوا ينتظرون تنفيذ المشاريع، أما الفقراء فلا بواكي لهم ولا معتذر 

 

2. مشروع البركة: ويتعلق بإنشاء ودعم مشاريع مدرة للدخل في جميع البلديات، وهو مشروع استنفرت له البلديات في عموم البلاد خلال الأشهر الماضية، وتقاتل مئات الآلاف من الفقراء ولأسابيع أمام مقار البلديات للتسجيل عليه، ولم ينفذ منه مشروع واحد إلى اليوم.

 

3. أطلقت المندوبية مشروعا لتأمين 600 ألف أسرة فقيرة، وسلم الرئيس محمد ولد الغزواني أول بطاقة تأمين بداية مايو الماضي في حفل في قصر المؤتمرات، وقد اعترفت المندوبية أن الجاهز من بطاقات التأمين آنذاك – مع الأخطاء الكثيرة فيه (من نماذجها حالة سيدة حصلت على بطاقة تأمين، واحتاجت لاستخدام، فزارت مستشفى الشيخ زايد، وعندما قدمت بطاقتها قيل لها إن المعطيات لديهم أن البطاقة لفتاة وليست لمسنة، وإنها مؤمنة كتابع لغيرها، وكلها معطيات لا علاقة لها بحاملة البطاقة، وهذا مجرد مثال) – لا يتجاوز 107 آلاف بطاقة، وهو نحو سدس العدد الموعود. ثم غاب الحديث عن هذا الموضوع بشكل شبه كلي.

 

4. يوم 08 أكتوبر 2020 أشرف مندوب "تآزر" على الانطلاقة الرسمية لنشاطات "مشروع دعم شبكات الأمان الاجتماعي في مرحلته الثانية"، وكان مفترضا أن تتضمن هذه المرحلة زيادة المستفيدين من مشروع التكافل، ورفع قيمة التحويلات الفصلية فيه من 15 ألف أوقية قديمة كل فصل إلى 36 ألف أوقية قديمة، وهو ما لم يتم.

 

5. تعهدت المندوبية بتشييد وتجهيز عشرات المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية، وكذا توسيع العرض الصحي القاعدي، من خلال بناء وتجهيز عشرات النقاط والمراكز الصحية، وما تزال العديد من مشاريعها متعثرة.

 

6. وكان من أهم وآكد تعهداتها "دعم نفاذ السكان الأكثر فقراً إلى المواد الغذائية الأساسية وإعداد خطة طموحة لهيكلة برنامج التموين لبيع تلك المواد بأسعارٍ مدعومة والتحسين من نجاعته وفاعليته، وربما واجه هذا التعهد هو الآخر "مشاكل غير قابلة للحل" تماما كما تم في مشروع "داري".

 

7. تعهدات أخرى كثيرة، يقول متابعون لعمل هذا "الرافعة" التي تحولت إلى "خافضة" إن الحديث فيها وعنها أكثر من الفعل فيها، كبرامج "تطوير الشعب الريفية" عبر تشييد 12 سدا كبيرا وما يناهز 220 حاجزا مائياً في ثماني ولايات زراعية، وكبرنامج دعم وتطوير الأنشطة الإنتاجية الجماعية، لـ350 تعاونية في مجالات الزراعة والصيد، موزعة على اثتني عشرة ولاية.

 

ربما أرادت "المندوبية" - من خلال تجربتها - أن تدرب الشعب على "الصبر"، فلمندوبها تاريخ معه، وقديما قال الحكماء إن "الصبر  مفتاح رحمة".

 

 

 

من صفحة الإعلامي

 

أحمد محمد المصطفى

25 January 2022