هل ستصمدمجموعة دول الساحل امام التحديات

انقلابات عسكرية و مواجهات مع الإرهابيين وعمليات قتل بدم بارد ونزوح للسكان ، أحداث متلاحقة فى الداخل و  على حدود دول الساحل  .

رغم كل ذلك لايسمع ذكر لمجموعة الساحل G5 (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد ) التى تأسست في 2 يوليو 2017 بالعاصمة المالية  باماكو أمام الرئيس الفرنسي الحالي  إيمانويل ماكرون هدفها الأساس محاربة الإرهاب .

 5 سنوات على انطلاق المجموعة المذكورة ، غيب الموت والخروج عن السلطة جميع أعضائها المؤسسين ، تصاعد العنف واتسعت دائرة النشاط الإرهابي وبدأت موجة انقلابات تباركها الشعوب تطيح بأنظمة منتخبة ديمقراطيا..!.

وإذاكانت مجموعة G5 نالت بعد إنشائها فى  يوليو 2017 اعتراف الاتحاد الأفريقي (AU)  والاتحاد الأوروبي (EU). و في 21 يونيو  من نفس العام،  تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار 2359 ، الذي رحب فيه “بنشر القوة المشتركة G5 الساحل (FC-G5S) في جميع أنحاء أراضي البلدان المشاركة، فإنه بعد غياب جميع المؤسسين للمجموعة عن الواجهة، دخل نشاطها الميدانى  فى سبات طويل  خصوصا بعد ان سحب رئيس تشاد الجديد نصف قواته بحجة الوضع الداخلي فى بلاده.

غياب دور يذكر لمجموعة دول الساحل “G5” من الأحداث المتلاحقة داخل دائرتها ، كان له انعكاس واضح على طريقة تعامل الهيئات الإقليمية الأخرى مع التطورات الأخيرة  .

وكأن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي،  أحس بضعف مجموعة دول الساحل  وجاء رده على  الإنقلاب العسكري فى بوركينافاسو  هزيلا ضعيفا،  واختار السير  على نحو المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ايكواس التى اكتفت بمجرد   “استبعاد”  بوركينا فاسو من الهيئات القارية، دون اللجوء إلى موجة العقوبات التي ضربت مالي، وبدرجة أقل غينيا، مشددة على أن الوضع في منطقة الساحل غير مستقر.

صحيفة “لكسبريسيون” الجزائرية  الناطقة بالفرنسية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء 1فبراير2022 كتبت  تحت عنوان “الخوف من العدوى” أن التحذير الموجه إلى  الإنقلابيين فى بوركينافاسو من مجلس السلم ومجموعة”إيكواس”   كان نسبيًا،ولم يظهر إلى أي مدى يعتبر الوضع في منطقة الساحل غير مستقر للغاية وأنه لن يتطلب الأمر أي شيء تقريبا لإشعال حريق هناك ذي آثار كارثية لجميع الأطراف الضالعة في الأزمة. 

وقالت الصحيفة إن الانقلابات الأخيرة في مالي وغينيا وردود فعل الشعوب التي قدمت دعما واضحا لمرتكبي الانقلابات هي مؤشرات مهمة على الخطر الكبير لحدوث تأثير “الدومينو” في المنطقة بأسرها فيما مسألة الإرهاب ـ القائمة منذ عقد من الزمان ـ والتي تحقق انتصارا متزايدا، تغذي شكوكا تبدو مشروعة فيما يتعلق بالقوات الأجنبية، التي يفترض أنها ساهمت بخبرتها في مكافحة هذه الآفة… تريد الشعوب المعنية أكثر من أي وقت مضى محصلة وتنتظر استخلاص الدروس فيما تعتبره فشلا مبرمجا.

وأضافت “لكسبريسيون” قائلة: بالتالي، فإن الخوف من العدوى سيطر على “التساهل” الواضح الذي أظهره الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حتى لو لم يكن هناك دليل على أنه سيستمر لفترة أطول من اللازم… لأن هناك، أيضا، متطلبات ثابتة في الواجهة تجعل المبادئ الأساسية للنصوص التأسيسية لهذه المنظمة أو تلك أمرا ضروريا.

 

وانتظارا للقمة المقرر عقدها يوم الخميس المقبل في أكرا، تتجه الأنظار إلى النيجر، جارة مالي وبوركينا والتي تخضع ـ مثلهما تماما ـ لإرهاب همجي يزعج السكان بشكل شبه يومي.

 

وشهدت النيجر، مثل دول أخرى، سلسلة من الانقلابات والمحاولات الفاشلة منذ الستينيات، وبينما يتم إدانته رسميا، فإن مشاركة الجيش في الحياة السياسية لمالي وغينيا قد حظي بإشادة السكان القلقين بشأن عدم الفعالية ضد الجماعات المتطرفة.

1 February 2022