أزمة المرور في انواكشوط ماهي اسبابها وماهي الحلول المتخذة فيها

يسبب التزايد المطرد لعدد السيارات في في وسط المدينة (انواكشوط) هذه الايام ازمة مرور غير مسبوقة، في ظاهرها ازمة مرور و حقيقتها ازمة اخلاق و تسيب.

 

فعدد السيارات مقارنة بالحلول المتاحة من إشارات مرور و عناصر امن الطرق و الشوارع الفرعية حسابيا لا يشكل ازمة ازدحام، فلولا عشوائية المرور وتسيب السائقين لما كانت هناك ازمة ازدحام اصلا ، فمثلا السائقون يتوقفون في و سط الشارع و بدون سابق انذار ولا يحترمون الأسبقية وكلما كانت سيارة السائق قديمة او بالية كلما زاد عزمه و ساء خلقه وقل احترامه للناس و زاد ازدراءه للقوانين، كذالك اصحاب المحلات في وسط المدينة يشغلون الاماكن الجانبية من الشوارع الرئيسية و المخصصة للتوقف المؤقت بسياراتهم طوال اليوم انانية منهم، زد على ذالك الكم الهائل من الباعة المتجولون بعربات ينصبونها في مواقف السيارات وفي جنبات الطرق الضيقة. وهذا قليل من كثير. 

 

وكأي مدينة في العالم هناك وقت ذروة للازدحام، و حيز جغرافي معين، فمثلا وقت الذروة في انواكشوط الثانية ظهرا ابان رجوع التلاميذ من المدارس، ولو افترضنا ان لكل مدرسة باص لتوصيل التلاميذ الى منازلهم لتخلصنا من هذا الكم الهائل من السيارات، التي تقلهم الى منازلهم فردا فردا، تصور معي ان لكل تلميذ او تلميذين سيارة تقلهم ذاهابا و ايابا، هذا الشيء لا يدور الا في هذه البلاد، و له مضاعفات سلبية على اقتصاد الوطن من ناحية استهلاك الوقود و اهدار وقت اباء التلاميذ من الموظفين

واصحاب الاعمال الحرة. 

 

واما مكان الذروة وسط المدينة 

(كبيتال و تفرغ زينه لوله) لو انه تم اجلاء المدارس الخاصة و من هذه البقعه، و تم منع انشاء اسواق جديدة، لزالت هذه الازمة 

والدليل على ذلك انك لو مررت بهذه المنطقة ليلا سيخيل اليك انها منطقة خالية من السكان.

 

خلاصة القول ازمة المرور في انواكشوط من الدرجة الاولى ازمة اخلاقية مع بعض من الفوضى لكن عدم الاكتراث لها سيكون له عواقب وخيمه على المدى القريب جدا خصوصا ان الحلول متاحة و غير مستعصية ولا ينقصها الا المبادرة . 

 

سيدلمين يباوه -Sidels

2 February 2022