«بن بيه».. والتجديد الديني / د. محمد البشاري

الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي
«المكون المسلم جزء من الحل لا جزء من المشكلة»، هذا ما يراه العلّامة فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي»، رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، ويجيء في زمن كثر خطباؤه من دعاه التجديد، وقل فيه العاملون على ذلك، ليقدم بشخصه أنموذجاً برّاقاً يتعامل بمنطقية وعقلانية وحكمة مع الحالة بالغة التعقيد التي وصلت لها المجتمعات الإنسانية بشكل عام، والإسلامية خاصةً، معتلياً منصة إعمال العقل والتدبر قبل الإطفاق على طرائق لا منهجية، وقديمةً من جني ثمار علماء أجادوا طرحها، ولكن لضرورة ارتبطت بزمنهم وانتهت الحاجة لها بانقضاء ذلك العصر، فللشريعة الإسلاميةِ ثقل وثروة أفرغت من مضمونها بفعل إدارة بعض الدعاة التي أثبتت قصوراً حاداً في مهمتها من خلال تعطيل الاجتهاد والتجديد، وما يمثلانه من جسر وحيد وطريق قويم في مواكبة الدين الإسلامي للتحولات الاجتماعية المتسارعة، القضية الحقيقية التي أدركها العلّامة «بن بيه»، مفسراً بذلك التحول الجذري الذي طرأ على فسيفساء الرقعة الإسلامية بمجالاتها الاجتماعية والسياسية بتجربة لم يسبق لها خوضها مسبقاً.
