هل يعيدُ غزواني ترتيب أوراقه؟

ألم يدرك نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حجم التحديات التي تعتمِل في أفق المشهد السياسي، وهل وصل صدى التذمر المتنامي داخل جدران الأغلبية "المغيبة" إلى أركان حكمه؟..
طيلة الثلاثين عاما الماضية لم يسجل تاريخ هذا البلد السياسي أن نظاما حكم تجذّر بدون نواة صلبة تشكل دعامة أساسية للحكم أبرزها: القوى السياسية الفاعلة في الأغلبية والمتمثلة في رجال الدولة والأطر والمهنيين والهيئات الأهلية والمرجعيات ذات الصيت الحسن التي تتحكم في التوازنات الداخلية وتضبط إيقاع المشهد الاجتماعي والسياسي.
هذه القوى اليوم تشعر بتذمر كبير واستياء من حجم الإهمال والازدراء وتتساءل عن مرجعية النظام وبرامجه ورموزه، وتتوزع ما بين متهم في عرضه، ومُهمش في الرأي والقرار، وفاقد للأمل أغلق عليه داره وترك النظام يصارع لوحده. 
نحن إذا أمام نظام يُنتج معارضته من داخل أغلبيته ويُغذي بتصرفاته حالة التذمر واليأس بين داعميه ومؤيديه، وهذا أخطر ما يواجه نظاما مازال في منتصف الطريق، وتعترضه محطات سياسية هامة مثل: الاستحقاقات البلدية والنيابية والجهوية مطلع العام المقبل، وكذلك المأمورية الثانية التي ستكون مختلفة عن الأولى من ناحية التحضير والمنافسة. 
إن الخطورة التي يشكلها تجاهل القوى الفاعلة في الأغلبية والضعف السياسي لحزب UPR والعوز المهني والفني الذي يطبع أداء الجهاز التنفيذي، بالإضافة إلى التعيينات غير المدروسة والتي لا تراعي التوازنات الاجتماعية والسياسية والمناطقية، أمور من بين أخرى تعيق النظام عن تحقيق برنامجه، وتُحرج الأغلبية أمام قواعدها الشعبية، بل وتخلق معارضات جديدة ومتنوعة..، فهل يفعلها الرئيس ويعيد ترتيب الأوراق من جديد؟

 

"لبجاوي"

15 February 2022